علي عبد الله صالح الرئيس السادس للجمهورية العربية اليمنية، وأول رئيس لليمن بعد إعلان الوحدة اليمنية في العام 1990، شهدت فترة حكمه العديد من الأحداث والاضطرابات، تنحى عن الحكم بعد قيام ثورة 11 فبراير 2011.
ولد في الحادي والعشرين من آذار ( مارس) عام 1947 في قرية بيت الأحمر بسنحان الواقعة بالقرب من العاصمة اليمنية صنعاء.
عائلته كانت فقيرة للغاية وتعمل في الزراعة ورعي الغنم، وكانت هذه العائلة تتنقل بين القرى بحثا عن الكلأ والماء.
تعلم في معلامة قريته واقتصر التعليم الذي تلقاه على الكتابة وحفظ القرآن الكريم.
في سن السادسة عشرة التحق بالجيش الأمامي بوساطة قبلية بعد أن تم رفض طلبه لأول مرة، ومن ثم التحق في مدرسة الضباط وتخرج منها في العام 1960.
بعد اندلاع ثورة 25 سبتمبر عام 1960 التحق على عبد الله صالح بالقوات الجمهورية، وكان سائق مدرعة، ولقد تم تكليفه بحماية عدد من مواقع الجيش الجمهوري في صنعاء.
في العام 1963 تم ترقيته إلى رتبه ملازم ثاني، ليتدرج بعدها في حياته العسكرية حيث التحق بمدرسة المدرعات في العام 1964، وظل يتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة قائد للواء تعز وذلك في العام1975.
بدأ اسم علي عبد الله صالح يلمع في سماء السياسة اليمنية بعد الانقلاب الأبيض والذي قام به الرئيس إبراهيم الحمدي، حيث قام بتعينه كقائد للواء تعز برتبة رائد.
وبعد أن تولى عبد الكريم العرشي رئاسة الجمهورية اليمنية مؤقتا ضم علي عبد الله صالح إلى مجلس الرئاسة، ومن ثم قام مجلس الرئاسة بانتخابه بالإجماع كرئيس لليمن في السابع عشر من تموز ( يوليو) عام 1978.
بعد أن اعتلى سدة الرئاسة قام بإعدام ثلاثين شخصا تم اتهامهم بمحاولة الانقلاب على حكمه، ومن ثم شرع بتأسيس جزب المؤتمر الشعبي العام.
شهد عهده إعلان الوحدة بين شطري اليمن الشمالي والجنوبي، وأصبح على عبد الله صالح الرئيس الأول لليمن، ونائبه هو علي سالم البيض، وذلك في العام 1990 وتم ترقيته إلى رتبة فريق.
وشهدت فترة حكمه قيام حرب الخليج، ولقد عارض جلب قوات أجنبية لتحرير الكويت، وذلك لكي لا يتعطل مسار الوحدة اليمنية.
كما قام هذا الرئيس بإنشاء مصلحة شؤون القبائل وأسس لها فروعا في كافة المحافظات اليمنية وذلك لكي تبقى القبائل تحت سلطته وحكمه، ولقد استعان بعدد من القبائل اليمينة في حربه ضد الحوثيين في الفترة الممتدة من عام 2004 وحتى عام 2010.
بعد أن تم إعلان الوحدة اليمنية توترت العلاقات مع السعودية وذلك لأن معاهدة الطائف 1934 كانت تنص على ضم عسير وجيزان ونجران إلى السعودية حتى العام 1992، ومن جانبه اتهم الرئيس اليمن جهات أجنبية ومن بينها السعودية باغتيال عدد كبير من السياسيين اليمنيين، وظلت هذه الخلافات مستمرة حتى العام 2000 حين تم التوقيع على اتفاقية جدة والتي بموجبها تم رسم الحدود بين اليمن والسعودية.
خلال فترة حكمه قام بإضعاف القيادات الجنوبية وذلك لكي لا يبقى للحزب الاشتراكي أي تأثير على بنية السياسة اليمنية.
كان عصر هذا الرئيس مليئا بالرشوة والفساد والواسطة، الأمر الذي أغضب عدد كبيرا من الأحزاب اليمنية المعارضة، وكان صلاح يقوم بتعيين أقربائه في المناصب العسكرية وذلك لكي يضمن ولاءهم له، وكان يترك لهم الصلاحية الكاملة في العبث بممتلكات الحكومة والشعب.
وعلى الرغم من إعلانه عدم الترشح لرئاسة الجمهورية في العام 2005، إلا أنه عاد ورشح نفسه في العام 2006 لرئاسة الجمهورية، حيث قال أن هذا الترشيح جاء بناء على طلب الشعب اليمني.
وعلى الرغم من فترة حكمه الطويلة إلا أن اليمن لم يشهد أي تطور على الإطلاق بل شهد تراجعا في كافة نواحي الحياة، ومرد هذا إلى تسليح القبائل والفساد الذي كان ينهش في الحكومة اليمنية.
ومع بداية الثورة المصرية بدأت الثورة في اليمن، وكان الحراك حراكا شعبيا وبدأت أعداد المتظاهرين تزداد حتى بلغت ذروتها في العام في شهر شباط ( فبراير) عام 2011، وتم قتل العديد من المتظاهرين لتعلن المعارضة في آذار انضمامها للثورة في اليمن ، ولتهب اليمن بكافة مدنها في وجهه، فما كان منه إلا أن واجه الثورة بالرصاص حيث تم توثيق حوالي 1500 متظاهر يميني في الفترة الممتدة من بداية الثورة وحتى شهر تشرين الأول أكتوبر.
وفي الثالث من حزيران ( يونيو) عام 2011 تعرض هذا الرئيس لمحاولة اغتيال بعد أن تم تفجير قنبلة داخل المسجد في القصر الرئاسي أصيب على أثرها بحروق بالغة.
تنحى علي عبد الله صالح عن الحكم في الخامس والعشرين من شباط ( فبراير) عام 2012، و بقي مستمرا في رئاسة المؤتمر الشعبي الأول، وقد نال الحصانة بحسب المبادرة الخليجية، وعلى الرغم من رفض العديد من الأوساط اليمينة المعارضة لهذه الحصانة إلا أن البرلمان اليمني أقرها.
بعد ذلك تحالف مع الحوثيين وبسبب استمرار تواجد نفوذه في صنعاء فلقد استطاع الحوثيون السيطرة عليها، وطرد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي نحو عدن، وكان ذلك في العام 2014.
وبعد أن نجح انقلاب الحوثيون أعلنت المملكة السعودية دعمها للرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، وأطلق عاصفة الحزم في العام 2015، ولقد استهدف التحالف منزله في صنعاء بغارة جوية، لكنه نجا وتوعد التحالف والسعودية بالرد على هذه المحاولة والانتقام لنفسه.
استمرت الحرب، مرت 3 سنوات.. تكاثرت الخلافات بين علي عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين. قرر الرجل الخروج من هذا التحالف لكن الحوثيين لم يمهلوه.
وفي الرابع من كانون الأول ( ديسمبر) عام 2017 تم اغتيال علي عبد الله صالح في العاصمة اليمنية صنعاء من قبل ميليشيات الحوثي، وحيث اعترضت موكبه وأنزلته من السيارة وقتلته بدم بارد، ليسدل بذلك الستار على حياة أول رئيس لليمن بعد وحدتها.
شاهد قصة حياة علي عبد الله صالح بالفيديو
إقرأ في نجومي أيضاً: أخناتون – قصة حياة الفرعون المصري المعروف بأمنحوتب الرابع
[…] إقرأ في نجومي أيضاً: علي عبد الله صالح – قصة حياة عفاش الرئيس اليمني السابق […]