سياسيون

طومان باي – قصة حياة آخر سلطان من سلاطين دولة المماليك

طومان باي
طومان باي

ولد السلطان الأشرف أبو النصر طومان باي في مدينة حلب عام 1474 م ، وهو شركسي الأصل وقد اشتراه قانصوه الغوري وقام بتقديمه للسلطان الاشرف قايتباي ليصبح من مماليكه الكتابيين ، ثمّ أعتقه السلطان وخصص له عدد من الغلمان والخيول ، وبعد أن تولى السلطان قانصوه الغوري حكم مصر بدأ طومان باي بالترقي في المناصب التي يتولاها ، حتى وصل في عام 914 هـ الى منصب الاستادراية العالية (المسؤول عن خدم وحاشية السلطان ) ، وفي عام 917 هـ عين أمير لموكب الحج وقد نال استحسان الجميع في رحلة الحج .

عينّ طومان باي في عام 918 هـ كمتحدث لديوان الوزارة ومختلف الدواوين ، ثمّ أصبح القائد في غياب السلطان الغوري ، فعمل على نشر الأمان في القاهرة مما زاد في شعبيته ، وبعد خروج السلطان الغوري لمحاربة العثمانيين عام 922 هـ ، عينه نائب الغيبة بالقاهرة وبقي في منصبه حتى اختير ليكون السلطان بعد وفاة الغوري في معركة مرج دابق .

طومان باي

طومان باي

تولي طومان باي منصب السلطان :

بعد وفاة قانصوه الغوري في معركة برج دابق التي انتصر فيها العثمانيون ، عاد أمراء المماليك الى مصر ، وبعد أن انتهوا من مشاوراتهم وقع اختيارهم على طومان باي ، لكنه رفض تولي المنصب بسبب الفتنة الموجودة والموقف العام الضعيف لمصر ، في الوقت الذي أصروا هم عليه بأن يتولى السلطة طوعاً أو كرهاً ، وبعد إصراره على الرفض تمت الاستعانة بالشيخ أبو السعود الجارحي للتأثير عليه وإقناعه ، فأحضر هذا الشيخ القرآن الكريم وطلب من جميع أمراء المماليك أن يحلفوا عليه بأن لا يخونوا طومان ولا يغدروا به بعد توليه السلطة ، وبعد ذلك قبل تولي الحكم .

بعد سيطرة العثمانيين على الشام توجهوا الى غزة ، فدعا طومان باي الشعب الى المشاركة في النفير العام لمواجهة العثمانيين ، وقد جرت معركة بالقرب من منطقة بيسان تعرض فيها المماليك لهزيمة قاسية بعد استخدام أعدائهم لأسلحة حديثة في ذلك الوقت ومنها البنادق التي شكّلت مفاجئة كبيرة ، ثمّ أرسل السلطان سليم الأول وفد مكون من 15 رجل الى مصر ، عرضوا على طومان باي أن يكون نائب للعثمانيين في مصر وأن يحكم باسمهم من غزة الى مصر ، وإلا فإنهم سيدخلون مصر ويقتلون جميع الجراكسة .

كان رأي طومان باي الجنح للسلام مع العثمانيين خوفاً من بطشهم وحقناً للدماء ، لكن الأمير علان الدودار الكبير أقدم على قتل كامل الوفد العثماني وأعلن عزمه على القتال ، فبدأ السلطان تنظيم جيشه لمقاومة العثمانيين لكن خيانة جان بردي الغزالي ساعدت العثمانيين على هزيمة المماليك ، ودخل العثمانيون القاهرة عام 1517 م واستبيحت القاهرة ثلاثة أيام ، لاقى خلالها الأهالي الأهوال من هتك للأعراض ونهب وسلب .

مقتل طومان باي :

ألقي القبض على السلطان المملوكي وسيق بالأصفاد لمعسكر السلطان سليم الموجود في إمبابة ودار حديث بين الرجلين ، وقد أعجب السلطان العثماني بخصمه وكان ينوي اصطحابه الى اسطنبول ، لكن الغزالي وخاير بك أقنعاه بقتله خوفاً على نفسيهما ولكي يحكم العثمانيون مصر بشكل أسهل ، فأعدم الحاكم السابق في القاهرة بمنطقة باب زويلة في تاريخ 21 ربيع الأول سنة 923 هـ الموافق 23 أبريل 1517 م ، وبقي مصلوباُ لمدة ثلاثة أيام والناس يبكون على سلطانهم المحبوب ، ثمّ دفن خلف مدرسة الغوري ، لتنتهي بموت طومان باي دولة المماليك وتسقط معها الخلافة العباسية .

إقرأ أيضاً : قانصوه الغوري – قصة حياة السلطان المملوكي الذي بكى كي لا يستلم الحكم

أكتب تعليقك ورأيك