سياسيون

شكري القوتلي – قصة حياة الرئيس السوري الذي تنازل عن الحكم من أجل الوحدة مع مصر

شكري القوتلي
شكري القوتلي

شكري القوتلي واسمه الكامل شكري بن محمود بن عبد الغني القوتلي رئيس سوري سابق لعب دوراً كبيراً في استقلال سوريا وفي الحياة السياسية لها، تولى الرئاسة عدّة مرّات وتنازل عن الحكم في آخر ولايته من أجل الوحدة مع مصر.

شكري القوتلي- قصة حياة الرئيس السوري الذي تنازل عن الحكم من أجل الوحدة مع مصر

شكري القوتلي

شكري القوتلي

ولد شكري القوتلي في الحادي والعشرين من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1891 في حي الشاغور العريق بدمشق.

يعود أصل عائلته إلى أسرة عريقة جاءت من أرض الحجاز وسكنت دمشق في القرن الثامن عشر، وعمل رجال هذه الأسرة في الزراعة والتجارة، وأطلق عليهم لقب القوتلي بسبب طول قامتهم وبنيتهم القوية.

حرصت عائلة شكري القوتلي على تعليمه القرآن الكريم منذ الصغر، ومن ثم أدخلته مدرسة الآباء العازاريين الموجودة في باب توما ليدرس فيها اللغة الفرنسية.

ودرس الثانوية في مدرسة مكتب عنبر، وبعدما حصل على الشهادة الثانوية سافر إلى إسطنبول في العام 1908 ودرس فيها العلوم السياسية والإدارية في معهد الشاهاني الملكي، وعاد إلى دمشق حاملاً شهادته معه، وعمل موظفاً في مكتب الوالي العثماني.

ولأنّه لم يكن معجباً بسياسة العثمانيين انضم إلى الجمعية العربية، ومن ثم بايع الشريف حسين عندما أعلن ثورته على العثمانيين، وهذا ما أغضب جمال باشا السفاح الذي أودعه في الشجن الذي بقي فيه حتى سقوط الدولة العثمانية.

وبعد خروجه من السجن تم تعيينه مديراً للرسائل في ولاية دمشق، وانضم إلى حزب الاستقلال العربي.

وواصل نشاطه السياسي ضد المستعمرين بعد سقوط الحكم العربي ودخول الفرنسيين إلى دمشق  وهذا ما دفع المندوب السامي الفرنسي لإصدار حكم الإعدام عليه،  ليهرب من دمشق نحو مصر ويقدم لجوءً سياسياً بدعوة من الملك أحمد فؤاد الأول.

وفي العام 1924 عاد إلى سوريا بعد صدور عفو عنه، ليشارك بالثورة السورية الكبرى لتقوم السلطات الفرنسية بإلقاء القبض عليه ونفيه إلى أرواد، وظل في المنفى عامين حتى صدور عفو جديد شمله.

شارك القوتلي في تأسيس الكتلة الوطنية وفي الإضراب الستيني الأمر الذي جعل الفرنسيين يضعونه تحت الإقامة الجبرية.

ناضل في سبيل استقلال سوريا وفاز بالانتخابات الرئاسية عام 1943 ليكون رابع رئيس لسوريا.

وفي العام 1945 أعلن الحرب على دول المحور التي هزمت في الحرب العالمية الثانية ليحظى بتأييد الدول الغربية وأمريكا.

واستمر القوتلي في حكم سوريا حتى 30 آذار 1949 عندما أزاحه حسني الزعيم عن الرئاسة بانقلاب عسكري وقام بنفيه إلى مصر.

وفي العام 1957 عاد من منفاه ورشح نفسه إلى ولاية رئاسية جديدة وفاز بها وظلّ في السلطة حتى توقيع معاهدة الوحدة مع مصر عام 1958 ليتنازل بعدها عن الرئاسة لجمال عبد الناصر بشكلٍ طوعي.

لكنّ تصرفات جمال عبد الناصر بعد الوحدة كمنع الاحتفال بعيد الجلاء السوري ومنع عزف النشيد السوري في إحدى المناسبات الوطنية وقرار التأميم جعلت الخلافات تشتعل بينهما ليدعم القوتلي حركات الانفصال.

وبعد الانفصال أطل على التلفاز بخطاب هاجم فيه الوحدة مع مصر بسبب التجاوزات المصرية التي حدثت خلالها.

ومع تقدمه في السن ابتعد القوتلي عن الأجواء السياسية وعاش في بيروت حتى وفاته يوم 30 حزيران عام 1967 نتيجة ذبحة صدرية أصيب بها عند سماعه بسقوط هضبة الجولان على يد إسرائيل، ليتم نقل جثمانه إلى دمشق حيث تم دفنه في مقبرة الباب الصغير.

أكتب تعليقك ورأيك