رأفت الهجان – قصة حياة رأفت الهجان الجاسوس المصري في إسرائيل
رفعت علي سليمان جمال والمعروف بـ رأفت الهجان ، ضابط وعميل لـ جهاز الاستخبارات المصرية ، وقام بتقديم معلومات مفيدة للدولة المصرية ، فأبلغهم عن موعد العدوان الثلاثي ، كما أبلغهم نية إسرائيل بشن حرب عام 1967 ، بالإضافة إلى ذلك قم بتزويدهم بمعلومات ساهمت في تحقيق النصر في حرب تشرين عام 1973 .
ولد في الأول من تموز ( يوليو ) عام 1927 في مدينة دمياط المصرية ، والده كان تاجرا للفحم ، وأمه كانت مثقفة وتجيد اللغتين الإنكليزية والفرنسية إضافة لإجادتها اللغة العربية .
كان في صغره محبا للتمثيل ، ولم يكن يحب الدراسة حيث كان كثيرا ما يفر من المدرسة ، وعلى الرغم من ذلك أدخل المدرسة التجارية خلافا لرغبته .
واستفاد من اتقانه للغتين الإنكليزية والفرنسية فعمل عام 1946 كمحاسب لشركة بترول أجنبية ، وبعد ذلك تم طرده من العمل ، والتهمة كانت اختلاس الأموال .
بعد ذلك عمل على سفينة شحن كمساعد لضابط الحسابات ، وعلى متنها غادر مصر متنقلا بين عدد من الدول الأوربية إلى أن رست السفينة في ميناء مدينة ليفربول الإنكليزية ، وفيها وجد عملا في شركة سلتيك تورز السياحية ، وسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع هذه الشركة ، ولكنه لم يحصل على تأشيرة دخول فطاردته السلطات فذهب نحو كندا ومنها نحو ألمانيا ، ومع رفض القنصل المصري منحه جواز سفر بحجة بيعه لجوازه ألقت السلطات الألمانية القبض عليه وقامت بإرساله إلى مصر دون أي أوراق ثبوتية .
وبعد ذلك زور جواز باسم علي مصطفى ، وعندما تم كشفه زور جوازا باسم تشارلز دينون ، ومن ثم زور جوازا بريطانيا باسم دانيال كالدويل وألقت السلطات البريطانية القبض عليه أثناء سفره إلى ليبيا ، وشكت أنه يهودي وتمت إعادته إلى مصر ليخضع للتحقيق على أنه شخص يهودي .
بعد ذلك قام ضابط البوليس السري حسن حسني بالتحقيق معه ، وعندها عرف قصته ، وعندما تأكد من اندماجه مع اليهوديين في السجن ، قام بعرض عرضين عليه الأول كان السجن ، والثاني أن يعمل كمخبر للمخابرات المصرية ، فوافق على العرض الثاني وخضع لدورات تدريبية في الجاسوسية ، وبذلك أصبح اسمه جاك بيتون من أب فرنسي وأم إيطالية والديانة اليهودية ، ويحمل جواز سفر إسرائيلي صادر من تل أبيب .
بعد ذلك عاش في حي اليهود بالإسكندرية وعمل في وظيفة مرموقة فيها ، واندمج مع المجتمع اليهودي .
وبعد ذلك زار العراق وفرنسا وإيطاليا بمهمات قامت الاستخبارات المصرية بتكليفه بها ، وفي شهر حزيران ( يونيو ) من عام 1956 وصل إلى إسرائيلي قادما من إيطاليا ، وفي إسرائيل أقام الهجان شركة سيتور للسفر ، وخلال إقامته في إسرائيل كثرت علاقاته الغرامية ، وتزوج من بآلي فالفرود عام 1963 في الكنيسة وبطقوس رسمية .
بعد أن أتم رأفت الهجان مهمته الجاسوسية بنجاح عاد إلى مصر وعمل في مجال البترول ، وظل يعمل فيها إلى أن توفي في الثلاثين من كانون الثاني ( يناير ) في مدينة دارم شتات الألمانية عن عمر يناهز الأربع وخمسين عام ، وبعد ثلاث سنوات من وفاته فتحت زوجته وصيته ، لتصدم بحقيقة زوجها ، ومن ثم حاولت الحصول على جواز سفر لولدها الذي أنجبته منه دون جدوى بسبب إزالة كافة البيانات المتعلقة برفعت جمال أو رأفت الهجان ، ليسدل بذلك الستار على حياة الجاسوس المصري الذي قدم خدمات جليلة لبلاده .
إقرأ في نجومي أيضاً: أسامة بن لادن – قصة حياة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة
[…] […]