سياسيون

باتريس لومومبا قصة المناضل الكونغولي الثائر ضد الاستعمار البلجيكي

باتريس لومومبا
باتريس لومومبا

باتريس لومومبا مناضل كونغولي قاوم الاستعمار البلجيكي ووهب حياته في سبيل أرضه ووطنه.

ولد لومومبا في الثاني من تموز (يوليو) عام 1925 في أونالوا الواقعة بمنطقة كاتاكو كومبي الواقعة في الكونغو الديموقراطية.

يعود نسبه إلى قبيلة باتيليلا التابعة لقبيلة المونغو التي تمثل طبقة النخبة في الكونغو الديموقراطية.

تلقى العلم منذ صغره ودخل المدرسة الابتدائية وواصل دراسته حتى أنّهى المرحلة الثانوية ليبدأ بعدها رحلته في العمل في إحدى الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال المناجم.

بعد ذلك رحل نحو كينشاسا ليدرس في معهد متخصص في البرق والرعد، وعمل بعد الانتهاء من الدراسة كعامل بريد في مدينة ستانلي فيس، وخلال عمله فيها درس القانون والاقتصاد.

باتريس لومومبا ونشاطه السياسي

باتريس لومومبا

باتريس لومومبا

رفض لومومبا سياسة التمييز العنصري التي فرضها المستعمر البلجيكي في بلاده، وهذا ما دفعه للمشاركة مؤتمر أكرا الذي كان ممهداً لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.

وفي العام 1958 أسس الحركة الوطنية التي كانت تهدف إلى طرد المستعمر البلجيكي من الكونغو.

وحظيت حركة لومومبا بشعبية كبيرة بين سكان الكونغو وهذا ما جعله يخرج في مظاهرات عديدة ضد المستعمر البلجيكي، الأمر الذي أدى لاعتقاله لمدّة ستة أشهر.

وخلال هذه المدة كانت مفاوضات استقلال الكونغو تتم في بروكسل، وبعد انتهاء المفاوضات وإعلان استقلال الكونغو تم إطلاق سراحه.

وفي أيار (مايو) من عام 1960 أجريت أول انتخابات برلمانية في الكونغو بعد استقلالها، ونجح لومومبا بالفوز فيها بنسبة 90% من الأصوات مكتسحاً خصمه جوزيف إليو الذي كان مدعوماً من بلجيكا.

وبات المناضل الكونغولي أول رئيس وزراء بتاريخ البلاد بعد استقلالها.

وعمد لومومبا إلى تشكيل حكومته في 23 حزيران (يونيو) 1960 تحت إشراف ملك بلجيكا بوداون، وألقى بعد ذلك كلمة أغضب فيها البلجيكيين، وتحدث فيها عن معاناة سكان الكونغو خلال حكم الاستعمار.

وبعد أسبوعين من استقلال الكونغو عمد المحتل البلجيكي إلى إشعال النار في البلاد مجدداً، إذ حدث تمرد عسكري مدبر، بالإضافة إلى انفصال إقليم كتانغا الذي يعد أهم إقليم في البلاد من ناحية الموارد والثروة بتشجيع من بلجيكا.

وحاول لومومبا إصلاح الأمر وطلب من الأمم مساعدته لكنّها رفضت ذلك بضغط أمريكي بلجيكي، لينفض بعدها حلفائه من حوله.

ليقوم بعدها رئيس البلاد كازافوبو بإقالة الحكومة لكن مجلس الشيوخ أوقف القرار وأبطله.

الاضطرابات لم تتوقف في الكونغو الديموقراطية رغم محاولة الثائر الكونغولي توحيد البلاد، وهذا ما استغله عدّوه موبوتو سيسيكو الذي قام بعملية انقلاب هي الأولى من نوعها في أفريقيا، وألقى القبض على لومومبا وصديقيه جوزيف أوكيتو وموريس موبولو.

وفي 17 كانون الثاني (يناير) 1961 قامت فرقة بلجيكية بإعدام لومومبا وصديقيه رمياً بالرصاص ليرحل عن الدنيا عن عمرٍ يناهز 35 عاماً بعد مسيرة مليئة بالنضال ضد المستعمر.

الأمير فيليب – قصة حياة زوج ملكة بريطانيا إليزابيث الملقب دوق إدنبرة

أكتب تعليقك ورأيك