المنصور بن أبي عامر – قصة حياة الملك المنصور
محمد بن أبي حفص عبدالله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الله الملك المعافري، أبو عامر والمعروف بـ المنصور بن أبي عامر ، قائد وحاكم إسلامي ، قام بتأسيس الدولة العامرية في الأندلس ، تميز بعدم خسارته لأي معركة خاضها .
ولد عام 371 للهجرة الموافق 981 ميلادي في الجزيرة الخضراء في الأندلس ، لعائلة غنية وذات سيط حسن ، شجعه والده على العلم منذ الصغر ، وعندما اشتد ساعده رحل نحو قرطبة عاصمة العلم ومنارته ، وفيها اتصل بأبي علي البغدادي ، وبكر بن القوطية فعلماه الأدب ، وتلقى علوم الحديث على يد أبي بكر بن معاوية القرشي .
بدأ حياته بكتابة العرائض والرسائل لأصحاب المصالح ، وكان يتمتع بأسلوب أدبي مميز ، ومن ثم انتقل إلى قصر الخلافة ليعمل ككاتب فيه .
عمل المنصور بن أبي عامر تحت ظل الخليفة الأموي الحكم المستنصر بالله ، فكان وكيلا لابن الخليفة ، كما تولى العمل بدار السكة ، ليتولى خطة المواريث ، بعد ذلك تم تعيينه قاضيا على مدينة إشبيلية ، وبدأ يصعد في المراتب الأمر الذي أخاف رجال الدولة ، فاتهموه بالاختلاس ، لكنه استطاع تبرئة نفسه بعدما استدان لسد العجر الموجود في دار السكة والتي كانت تحت إشرافه .
بعد أن توفي الخليفة الحكم المستنصر تولى ابنه هشام الحكم ، وكان طفلا صغيرا ، فحاول الصقالبة خلعه وتعيين عمه المغيرة بن عبد الرحمن ، فقام الملك المنصور بقتل المغيرة لكي يحافظ على عرش هشام .
بعد ذلك عمل على إزالة العقبات التي تعيق وصلوه نحو حلمه ، فقام بعزل محمد بن جعفر المصحفي ، وتسلم مكانه حكم قرطبة وقيادة جيشها ، ومن ثم سجن جعفر المصحفي ونكل به وبأعوانه .
بعد ذلك تفرغ المنصور لعزل الخليفة فقال أن الخليفة كلفه بحكم البلاد ، وأن الخليفة سيتفرغ لعبادة الله ،وقام بسجن الخليفة في قصره ، وعندها حاولت والدة الخليفة إنقاذ العرش فطلبت النجدة من المغرب وأرسلت المال لزيزي بن عطية ، لكن خطتها فشلت بسبب اكتشاف المنصور لها ، وقام بنقل الأموال من قصر الزهراء إلى قصر الزاهرة بموافقة الخليفة والعلماء .
وفي العام 371 لقب بالمنصور ودعي له على المنابر ، وفي العام 375 أخمد فتنة في المغرب ، وثورة قادها الحسن بن كنون ضد حكم بني أمية ، وأخمد ثورة زيزي بن عطية ، وقام بحملات صيفية وشتوية على الممالك المسيحية ، واستعاد عدد من المدن التي فقدها العرب في مرحلة بناء الدولة الأموية في الأندلس .
تميز المنصور باهتمامه بالعمارة ، فبنى مدينة الزاهرة ، وطور مسجد قرطبة وحسنه ، كما أنه حسن من الاقتصاد وحقق الأمن والأمان فعم الرخاء البلاد ، بالإضافة إلى ذلك كان محبا للعلم ، وقرب العلماء منه .
استمر المنصور في حروبه وانتصاراته إلى أن توفي عام 392 للهجرة الموافق 1002 ميلادي في مدينة سالم ، وذلك أثناء عودته من إحدى الغزوات ، ودفن فيها ، ودفنت معه وسادة جمع فيها الغبار الذي علق بوجهه أثناء المعارك ، ليسدل بذلك الستار على حياة الملك المنصور مؤسس الدولة العامرية .
إقرأ في نجومي أيضاً: الحجاج بن يوسف الثقفي – قصة حياة الداهية الكبير
[…] إقرأ في نجومي أيضاً: المنصور بن أبي عامر – قصة حياة الملك المنصور […]