ولد جهيمان العتيبي واسمه الكامل جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي في مركز ساجر التابع لمحافظة الدوادمي بتاريخ 16 سبتمبر 1936 ، وقد كان رقيباً في الحرس الوطني السعودي ، وقد اشتهر بعد قيادته في عام 1979 عملية الاستيلاء على الحرم المكي .
نشأة جهيمان العتيبي :
نشأ في مسقط رأسه مركز ساجر وهو مستوطنة بدوية أنشأت من قبل الملك عبد العزيز بن سعود ، وأطلق على سكانها لقب “إخوان من أطاع الله” ، وكان يقودهم شخص اسمه “سلطان بن بجاد” ليقاتلوا تحت إمرة الملك عبد العزيز ، لكنهم اختلفوا لاحقاً مع الملك كونهم يريدون مواصلة “الجهاد” باتجاه مناطق العراق والكويت الواقعتان تحت سلطة الانتداب البريطاني ، وبعد رفض الملك دارت معركة بين الإخوان وقوات الملك انتهت بهزيمتهم وسجن قائدهم سلطان الذي توفي بالسجن .
كان والد جهيمان العتيبي صديقاً مقرباً من سلطان بن بجاد ، فكان لنشأته في هذه المنطقة أثر على شخصيته وحمله للضغينة تجاه حكام السعودية .
بعد أن أنهى مراحله الدراسية الأولى أكمل دراسته بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، والتقى بالجامعة بأحد تلامذة الشيخ عبد العزيز بن باز واسمه محمد بن عبد الله القحطاني ، فنشأت علاقة قوية بينهما وتزوج العتيبي من أخت القحطاني .
تزوج العتيبي ثلاث مرات وأنجب خمسة أبناء منهم ثلاث ذكور هم ( هذال – عبد الله – محمد ) .
عملية الاستيلاء على الحرم المكي :
عمل العتيبي والقحطاني على نشر أفكارهما بين الشباب فلاقت صدى كبير لدى عدد منهم ، حتى وصل عدد أتباعهم الى آلاف الأشخاص ، وقد كانوا يرفعون شعار عدم موالاة أي نظام لا يحكم بشرع الله .
مع نهاية عام 1399هـ قال القحطاني لصهره أنه رأى بالمنام أنه هو المهدي المنتظر الذي سيحرر الجزيرة العربية والعالم أجمع من جور الظالمين ، فآمن جهيمان العتيبي تماماً بهذا الكلام وبدأ يسعى لإعلان هذا الخبر العظيم .
في فجر يوم 1 محرم 1400 بدأت الخطة بإدخال شاحنتين محملين بالماء والذخيرة والسلاح الى الحرم المكي ، عن طريق نعوش لم تكن تحمل أشخاص موتى بل تحمل الذخيرة والغذاء للقحطاني وأعوانه .
بعد فريضة الفجر استولى أحد رجال القحطاني على ميكرفون إمام الحرم ، وتمّ إعلان ظهور المهدي المنتظر وإجبار الحجاج على الاستماع لخطبته ومبايعته ، مما أدى الى حدوث اضطرابات كثيرة ورفض بعض الحجاج المبايعة بينما قام بها البعض مجبرين .
استولى أنصار جهيمان العتيبي على مآذن الحرم وهم يحملون بنادق قناصة ، وهاجموا الجيش السعودي الذي حاول دخول الحرم ، بعد الكثير من المحاولات التي اصطدمت بمقاومة عنيفة وخوف على حياة الحجاج الذين كانوا رهائن ، قتل القحطاني في اليوم الثالث من محرم مما صدم أتباعه الذين استمروا بالمقاومة تحت إمرة العتيبي ، حتى قتل معظمهم وقبض على الباقي بتاريخ 15 محرم .
جرت محاكمة سريعة من السلطات السعودية وصدر الحكم على 61 شخص ، ومن بينهم جهيمان العتيبي الذي أعدم بتاريخ 9 يناير 1990 .
إقرأ أيضاً : زليخة – قصة حياة أشهر سيدة مصرية عبر التاريخ وحكاية عشقها لنبي الله يوسف عليه السلام
أكتب تعليقك ورأيك