إن جحا هو شخصية فكاهية ذائعة الصيت وقد كانت منتشرة بصورة كبيرة خصوصاً في ثقافات العصور الوسطى ، وقد نُسب الى العديد من الشخصيات التي عاشت في مجتمعات متنوعة وعصور مختلفة ، ففي الأدب العربي نسبت هذه الشخصية الى أبو الغصن دُجين الفزاري الذي عاش في العصر الأموي ، والذي نسبت له أقدم نكات جحا العربية .
أما في الأدب التركي فقد نسبت قصصه للشيخ نصر الدين خوجه الرومي الذي عاصر الغزو المغولي لبلاد الأناضول ، وتنسب معظم قصص هذه الشخصية المنتشرة في الأدب العالمي له ، بحيث يصور الشيخ نصر هذه الشخصية كرجل فقير الحال ، يتعايش مع الاحداث الجارية بمجتمعه بطريقة مختلفة يستخدم فيها ذكاءه الكوميدي الساخر ، وقد انتشرت المواقف التي يتعرض لها نجمنا وقصصه اليومية بصورة كثيفة ، فتناقلها الجميع بحيث يضيف كل شخص ينقلها بعض الامور ويرويها بأسلوبه الخاص ، مما نتج عن ذلك تأليف أحداث خيالية كثيرة عنه .
جحا في الثقافات الأخرى :
جميع الأمم والشعوب ألفت شخصية جحا بما يتناسب مع حياتها الاجتماعية وطبيعتها ، وإن حملت هذه الشخصيات أسماء أخرى وأسلوب آخر للقصص ، لكنها تجتمع على شخصية الرجل الذكي صاحب اللسان السليط ، والذي يدعي الحماقة والبساطة حتى يصل الى قول ما يريد ، ومن أسماء هذه الشخصية في الثقافات الأخرى “جوخا” في مالطا وإيطاليا و”آرو” في يوغسلافيا و”آرتين” في أرمينيا و”غابروفو” في بلغاريا .
من هو جحا العربي :
تعود أقدم رواياته في الأدب العربي للقرن السابع الميلادي ، بينما تعود شخصيته بالثقافات الأخرى لقرون متأخرة ، مما يؤكد أن أصل هذه الشخصية هو عربي ، ويقال أن جحا العربي الذي يملك الفطنة والذكاء عاش أكثر من 100 عام ، وبأن والدته كانت خادمة عند أنس بن مالك وبأنه كان يكنى ( أبا الغصن ) ، كما ترتبط الكثير من القصص التي رويت عنه بالحمار الذي يمتلكه .
وفي نهاية هذا المقال سنذكر لكم إحدى نوادر هذه الشخصية ( مرّ جحا في أحد الأيام على بعض القوم وهو راكب على حماره ، فأراد أحدهم أن يداعبه فقال له : لقد عرفت حمارك لكنني لم أعرفك ، فأجابه جحا : الأمر طبيعي فالحمير تعرف بعضها ) .
إقرأ أيضاً : زرقاء اليمامة – قصة حياة الفتاة العرافة التي ترى الناس من مسافة 3 أيام !
أكتب تعليقك ورأيك