أساطير

حي بن يقظان – قصة أفضل رواية في العصور الوسطى وأثرها على الأدب العالمي

حي بن يقظان
حي بن يقظان

تعتبر رواية حي بن يقظان إحدى أشهر الروايات في الأدب العربي ، وقد شغلت هذه الرواية الفلاسفة والأدباء ليس في بلادنا العربية فقط ، بل في البلاد الغربية كذلك ، حتى أن العرب زاد اهتمامهم بها في عصرنا الحديث ، بعد أن لاحظوا الاهتمام الشديد بهذه الرواية من قبل الغرب عموماً والأوربيون خصوصاً ، حتى أنها ترجمت للكثير من اللغات .

ترمز هذه الرواية للإنسان والعلاقة التي تربطه بالدين والكون ، حيث روت حكاية رجل اسمه حي بن يقظان يعيش في إحدى الجزر لوحده ، وقد شارك أكثر من فيلسوف وأديب عربي واسلامي في تأليف روايتنا التي تحتوي على مضامين فلسفية ، فكان العالم ابن سينا أول من ألفها عندما كان في السجن ، ليعيد الشيخ شهاب الدين السهروردي بناءها بعد ذلك ، ثمّ قام ابن طفيل بإعادة كتابتها ، لتلتصق قصتنا باسم هذا الفيلسوف الأندلسي حتى يومنا هذا ، بالرغم من أن ابن النفيس كان آخر من قام بروايتها .

تركت هذه الرواية أثراً كبيراً في الأدب العالمي واعتبرت أحد روائعه ، فكتب الكثير من الأدباء والفلاسفة حول العالم مراجعات عنها ، وكانت منطلقاً للعديد من الروايات العالمية الأخرى .

حي بن يقظان

حي بن يقظان

قصة رواية حي بن يقظان :

تقول الرواية أن حي بن يقظان ولد بشكل طبيعي وبأن والدته شقيقة لملك جزيرة هندية ووالده هو قريب لها ، وقد تمّ الزواج بينهماً سراً لأن الملك لم يكن موافقاً عليه ، وبعد ولادة الطفل قامت الأم بوضعه في تابوت وألقته في مياه البحر خوفاً من بطش الملك .

ألقت الأمواج بالتابوت الى شاطئ جزيرة اسمها الواق واق ، وقد سمعت ظبية تبحث عن ولدها بكاء هذا الطفل فقامت بإرضاعه ، لتمر حياة هذا الانسان بعد ذلك بسبع مراحل ، بداية من اعتناء الظبية به حتى بلوغه السابعة من عمره ، مروراً بوفاة الظبية وقيام حي بن يقظان بتشريح جثتها ليعرف سبب وفاتها ، وبذلك نجد أن المعرفة بدأت تتكون عند هذا الطفل من خلال المعرفة والحواس ، ليصل في المرحلة الثالثة لاكتشاف النار ، ثمّ يتصفح كل الأجسام المتواجدة حوله ليكتشف اختلاف الكائنات في الصور وتشابهها في المادة ، ثمّ بدأ باكتشاف الفضاء في المرحلة الخامسة ، لتبدأ المرحلة السادسة ببلوغه 35 سنة وهنا نجد أنه يستنتج بعد أن يفكر ، ليصل الى نتيجة بأن نفس الانسان منفصلة عن جسده ، وبأن هناك توق الى الموحد الواجب الوجود ، أما المرحلة الأخيرة فتتحدث عن سعادة بطلها في دوام مشاهدة الموحد واجب الوجود والرغبة بالبقاء في الحياة التي رسمها لنفسه.

وضع ابن طفيل عبر هذه القصة نظرته التي تتجلى بعدم وجود تعارض بين الدين والفلسفة أو بين الشريعة والعقل ، وقد تركت رواية حي بن يقظان آثار واضحة على الكثيرين ، فصنفت على أنها الرواية الأفضل في كامل العصور الوسطى .

إقرأ أيضاً : أرتور شوبنهاور – قصة حياة الفيلسوف الألماني المعروف بنظرته التشاؤمية

أكتب تعليقك ورأيك