قارون شخصية من الشخصيات التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وتعود هذه الشخصية بأصولها إلى بني إسرائيل، وهو ينتمي إلى عصر النبي موسى عليه السلام ولقد حدثت هذه القصة في حياته.
يوجد هناك اختلاف في نسب قارون، حيث قال الأعمش عن المنهال بن عمرو بن سعيد بن جبير بأن قارون كان ابن عم النبي موسى عليه السلام، وقال ابن جريح إن اسم قارون هو يصهر بن قاهث، بينما قال محمد بن إسحاق بن يسار أن قارون هو عم النبي موسى عليه السلام، أما قتادة بن دعامة فقال أنه ابن عم النبي موسى، وكان يطلق عليه اسم المنور وذلك نظرا لامتلاكه لصوت حسن في قراءة التوراة، إلا أنه بعد ذلك أضل سبيل الرشاد، ودخل النفاق إلى قلبه، فحكم على نفسه بالهلاك.
تدور أحداث قصة قارون في الفترة التي كان فيها النبي موسى عليه السلام في بلاد مصر مع إسرائيل وذلك قبل خروجهم منها، تقلد منصب وزير شؤون إسرائيل في فترة كان بني إسرائيل يستعبدون الناس فيها، ويسيطرون على كافة أموالهم، حتى عم الفقر في البلاد، وأصبح الثروات في يد مجموعة قليلة من الأثرياء والحكام.
وكان قارون شخصا ذكيا يستخدم الحنكة والدهاء والذكاء للسيطرة على أموال الناس، ولقد استطاع أن يجمع أموالا كثيرة وطائلة، ويوما إثر آخر أخذت ثروته تزداد، وأصبح المال يكثر بين يديه، وبدأ ينسى خالقه ويبتعد عن جادة الصواب.
وبدأ ظلمه يزداد، وأخذ الطمع يسيطر على قلبه وعلقه فكان يأخذ أموال الفقراء ويضمها لأمواله، وذلك لكي يتباهى بالكنوز التي يملكها، ولقد حاول قومه ثنيه عن ذلك وتذكيره بخالقه، ولكن هذا الأمر زاده غرورا، وقال لهم إن جمع هذه الأموال بفضل ذكائه وحنكته فقط، ولم يذكر فضل الله عليه.
ويوما بعد آخر ازدادت ثروته، وازداد غروره بنفسه، حتى امتلأت حجراته بالثروات، وأصبح من الصعب على الرجال الأقوياء حمل مفاتيح تلك الحجرات، ولم تزد هذه الثروة قارون إلا طغيانا وكفرا.
وانقسم الناس في تلك الفترة ما بين أناس يتمنون بعضا من ثروة قارون، وبين المؤمنين الذين كانوا واثقين من أن هذه الثروة الزائفة لن تدوم، وبأن عقاب الله سبحانه وتعالى سيطوله.
وفي أحد الأيام وبينما خرج إلى الناس وهو بكامل زينته وأمواله خسفت به الأرض وبداره وبثروته أمام الناس والذين ذهلوا مما حدث، وعرفوا أن وعد الله حق، وأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وبذلك يسدل الستار على حياة قارون الذي أنساه المال ربه الذي وهبه المال.
إقرأ أيضاً: كارل غروسمان – قصة حياة كارل غروسمان السفاح الجزار
أكتب تعليقك ورأيك