ولدت الرياضية السورية غادة شعاع في بلدة محردة الواقعة في محافظة حماة وسط سورية بتاريخ 10 سبتمبر 1972 ، وقد أظهرت اللاعبة مواهب رياضية كبيرة حيث كانت تمارس كرة السلة في بلدتها محردة ، كما مكنتها القوة البدنية التي تمتلكها من الفوز بسهولة في سباق الضاحية للمدارس الابتدائية وهي في 12 من العمر ، لتستمر في ممارسة ألعاب القوى وبالخصوص سباق الضاحية الى جانب ممارستها لكرة السلة ، ولتصبح خلال فترة قصيرة من أفضل لاعبات منتخب سورية للسيدات في كرة السلة ، كما كان ناديا الجلاء الحلبي والثورة الدمشقي يستعينون بها أثناء مشاركاتهما خارج سورية ، لتكون مشاركتها مع منتخب السلة في دورة الألعاب العربية عام 1992 آخر مشاركاتها في كرة السلة ، لتركز جهودها كاملة على ألعاب القوى .
أهم انجازاتها
حققت غادة شعاع في ألعاب القوى ما يحلم به أي رياضي ، فبالإضافة الى سيطرتها المطلقة محليا على العديد من أنواع المسابقات لكنها لم تكتفي بذلك حيث أن مستواها يمكن أن يضاهي اللاعبات العالميات ، فزادت من جرعتها التدريبية على أيدي مدربين مختصين لتتمكن في عام 1994 من الفوز بالميدالية الذهبية للسباعي في البطولة الأسيوية في هيروشيما باليابان ، ثمّ أحرزت المركز الأول ببطولة غوتسيش النمساوية الدولية عام 1995 مسجلة أفضل رقم للسباعي في ذلك العام وهو 6760 نقطة .
لتتوجه لها أنظار المراقبين في بطولة العالم لألعاب القوى التي جرت في نفس العام بمدينة غوتنبرغ السويدية ، وفعلا تمكنت من انتزاع اللقب العالمي كأول رياضية سورية تتمكن من تحقيق مثل هذا الانجاز ، متفوقة على أفضل بطلات العالم في ذلك الوقت ومن أبرزهن الأميركية جاكي جوينز كيرسي ، مسجلة 6651 نقطة .
ليكون رقمها في بطولة غوتسيس النمساوية عام 1996 التي فازت بها أفضل أرقامها على الاطلاق ، والرقم الافضل عالميا في خمس سنوات ( في ذلك الحين ) .
لتشارك غادة شعاع في أولمبياد أتلانتا عام 1996 وتحقق الذهبية الأولمبية الوحيدة في تاريخ سورية الرياضي ، محققة انجاز لم يسبقها اليه أحد ولم يصل اليه بعدها أي رياضي سوري حتى وقتنا الراهن ، وقد استطاعت أن تجمع 6780 نقطة متقدمة بفارق كبير عن صاحبة المركز الثاني البيلاروسية ناتاشا التي جمعت 6563 نقطة .
تعرضت الرياضية العالمية بعد ذلك بمدة ﻹصابة أثناء تدريباتها في دمشق ، مما اضطرها للابتعاد عن ميادين ألعاب القوى لأكثر من عامين ، وبعد نجاح العلاج عادت للتدريب على يد مدربها الالماني اكسل وكان ذلك قبل حوالي 6 أشهر من بداية دورة الالعاب العربية في الاردن عام 1999 ، وقد تمكنت فعلا من الفوز بذهبيتي الوثب العالي ورمي الرمح بالإضافة الى فضيتي الوثب الطويل ورمي الكرة الحديدية ، إلا أنها لم تشارك بالسباعي لضعف المستوى ورغبة منها في الفوز بأكبر عدد ممكن من الميداليات لبلدها.
لتعود غادة شعاع في نفس العام للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى التي اقيمت في مدينة اشبيلية الاسبانية وتمكنت من تحقيق المركز الثالث بالرغم من غيابها الطويل عن البطولات الكبيرة .
وقد كانت هذه النتائج المميزة سببا منطقيا لاختيارها من الاتحاد الرياضي العام في سورية كلاعبة القرن العشرين في سورية .
إقرأ أيضاً: لوكا مودريتش – سيرة الموسيقار لاعب ريال مدريد والمنتخب الكرواتي
أكتب تعليقك ورأيك