نجاة الصغيرة – قصة حياة نجاة الصغيرة شقيقة سعاد حسني التي سحرت العرب بصوتها
اشتهرت الفنانة المصرية نجاة الصغيرة بصوتها الرقيق العذب الذي يدخل القلوب بلا استئذان، هذا إلى جانب ذكائها الشديد في اختيار الكلمات والألحان فتعاونت مع الكثير من عمالقة التأليف والموسيقى مثل مأمون الشناوي وكامل الشناوي وسيد مكاوي وكمال الطويل وبليغ حمدي وغيرهم.
ولدت نجاة الصغيرة في 11 آب/أغسطس العام 1938 في القاهرة، وكان والدها محمد محمود حسني البابا خطاطًا وشقيقتها الصغرى هي السندريلا سعاد حسني، وقد تلقت أصول الغناء منذ البداية من والدها كما تولى شقيقها الأكبر عزالين تلك المهمة، وأطلق عليها “الصغيرة” للتفريق بينها وبين المطربة الكبيرة آنذاك نجاة.
وعندما بلغت السادسة من عمرها غنّت للمرة الأولى في الإذاعة المصرية بعض أعمال كوكب الشرق أم كلثوم، لاسيما الصعبة منها، وحصلت على علبة حلوى أجرًا لها، حتى واجهت الجمهور للمرة الأولى خلال حفل وزارة المعارف العام 1945 وهي ابنة تسعة أعوام، فأبهرت الجميع بأدائها.
ثم سافرت نجاة الصغيرة مع والدها بعد ذلك إلى سورية برفقة فرقة فريد غصن الموسيقية، ونظرًا لنجاحها اللافت تبناها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب كما لاحقها مخرجو السينما وظهرت في أول أفلامها بعنوان “هدية” العام 1947 مع الفنان محمود ذوالفقار.
حصيلتها السينمائية لم تكن كبيرة؛ إذ شاركت في نحو 12 فيلمًا منها “القاهرة في الليل” مع ثلاثي أضواء المسرح و”الشموع السوداء” مع صالح سليم و”سبعة أيام في الجنة” مع حسن يوسف و”شاطئ المرح” مع يوسف فخر الدين و”ابنتي العزيزة” أمام رشدي أباظة و”جفت الدموع” مع محمود ياسين، وفي الإذاعة قدمت “القيثارة الحزينة”.
أما أشهر أعمالها الغنائية “اوصفولي الحب” و”كل ده كان ليه” و”دوبنا حبايبنا” و”أيظن” و”شكل تاني” و”لا تكذبي” لعبدالوهاب و”ساكن قصادي” و”كل شيء راح” و”ماذا أقول له” و”أسألك الرحيلا” و”أنا بعشق البحر” و”عيون القلب” لمحمد الموجي و”أما براوة”.
وكانت “اطمن” هي آخر الأغاني التي قدمتها الفنانة المصرية قبل قرارها اعتزال الفن نهائيًّا العام 2003، ولكن مع مطلع العام 2017 عادت إلى الغناء مجددًا من خلال “كل الكلام” من تأليف عبد الرحمن الأبنودي وألحان طلال واستغرق تنفيذها نحو عام كامل.
حصلت نجاة الصغيرة على تكريم في تونس من الرئيسين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، وأهداها الملك حسين في الأردن العام 1985 وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، وتلقت وسامًا آخرًا من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في فترة الستينات.
تزوجت نجاة الصغيرة في بداية حياتها من صديق شقيقها كمال منسي العام 1955، وكان شديد الإعجاب بموهبتها فأقنع كبار المؤلفين والملحنين بتقديم أعمال مميزة لها، وبعد إنجاب ابنها “وليد” دبّت الخلافات بينهما وطلبت الطلاق ولكنه رفض فلجأت إلى القضاء وحصلت على ما تريد بعد ستة أشهر، ثم ارتبطت بالمخرج حسام الدين مصطفى ولكنها انفصلت عنه أيضًا وقررت التفرغ للفن ولتربية ابنها.
أكتب تعليقك ورأيك