صفا الجميل – قصة حياة صفا الجميل صاحب خفة الظل في السينما
لن ينسى الجمهور أبدًا تلك اللحظات القليلة له على شاشة السينما، لأنها دومًا ما كانت تبعث على الضحك وأضافت الكثير من البهجة للأفلام التي شارك فيها، فالحضور الطاغي الذي كان يتمتع به الفنان المصري صفا الجميل جعلت كبار نجوم عصره يطلبونه بالاسم في أفلامهم بل ويعتبرونه تميمة نجاحهم السينمائي، ورغم عدم وسامته وملامحه البلهاء إلا أنه كان يتمتع بطيبة القلب وخفة الظل والذكاء الشديد.
اسمه كاملًا صفا الدين محمد ولكنه يشتهر بـ”صفا الجميل” وهو من مواليد 7 شباط/ فبراير العام 1907، اكتشفه للمرة الأولى موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وقدمه العام 1935 في فيلم “دموع الحب” ومنذ إطلالته الأولى على الشاشة اكتسب إعجاب الجمهور والفنانين والمخرجين.
كان يعتقد الكثيرون أنه معاق ذهنيًّا بسبب طبيعة الأدوار التي كان يقدمها، ولكنه كان عكس ذلك تمامًا وفكر في ابتكار شخصية الفتي الساذج لجذب الجمهور إليه، وبالفعل انهالت الأدوار عليه لاسيما في الأفلام الكوميدية، مثل: “سلامة في خير” مع نجيب الريحاني و”سلفني 3 جنيه” مع علي الكسار، حتى أنه ظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم تسجيلي قصير بعنوان “حفل ستديو مصر” مع ميمي شكيب وسراج منير وحسين رياض.
ومن أشهر أفلامه على الشاشة “اليتيمتين” مع فاتن حمامة و”دهب” مع الطفلة فيروز و”غزل البنات” مع ليلى مراد و”شباك حبيبي” مع عبد العزيز محمود و”مليون جنيه” مع نعيمة عاكف و”إسماعيل ياسين في متحف الشمع” مع كيتي و”أيامي السعيدة” مع عبد المنعم إبراهيم.
لم يحصد صفا الجميل إعجاب الجمهور فقط بل كان محور تقدير زملائه الفنانين مثل: محمد عبد الوهاب وأنور وجدي وأسمهان ونجيب الريحاني والشاعر صالح جودت، وكانوا جميعًا يحرصون على كسب وده والتقرب إليه باعتباره تميمة النجاح.
ومن المفارقات الكوميدية أنه وصف القيثارة ليلى مراد بـ”حبه الأول” حين قابلها في فيلم “يحيا الحب”، وأكد أنه فكر جديًّا في طلب يدها للزواج، لكنه تراجع بسبب عدم وسامته، على حد وصفه.
كما أعلن صفا الجميل بعد ذلك عن عشقه للفنانة السورية أسمهان وأنها حبه الثاني الذي أنساه حبه لليلى مراد، والأكثر من ذلك أنه كان يعتقد أنها تبادله المشاعر ذاتها لأنها كانت تحرص على وجوده معها أثناء التصوير، وعندما كانت تسافر خارج القاهرة، كانت تتواصل معه بالخطابات، وقد أصيب بصدمة قوية بعد وفاتها إثر حادث غرق.
توفي صفا الجميل أو الشهير بـ”نوفل” يوم 27 حزيران/ يونيو العام 1966 بعد آخر أفلامه “مطلوب أرملة” مع نادية لطفي العام 1965.
أكتب تعليقك ورأيك