منيرة سنبل – قصة حياة منيرة سنبل هانم الصالونات الأنيقة
جمعت الفنانة المصرية الراحلة منيرة سنبل بين جمال الوجه والذكاء الاجتماعي والثقافة المتعددة، بالإضافة إلى رشاقتها ومهاراتها الرياضية، كل تلك الصفات جعلتها تفوز “وعن جدارة” بلقب “هانم الصالونات الأنيقة” وتوّجتها إحدى نجمات الصف الثاني في العصر الذهبي للسينما، لاسيما الفنانات اللاتي برعنّ في تجسيد أدوار الشر.
ولدت منيرة سنبل في عروس البحر الأبيض المتوسط “محافظة الإسكندرية” لأسرة ثرية أرستقراطية يوم 15 حزيران/ يونيو العام 1939، وحصلت على تعليمها الأوليّ في كلية البنات الإنجليزية ثم التحقت بالجامعة الأميركية فأتقنت الكثير من اللغات الأجنبية وكانت حريصة على مطالعة مختلف الكتب في الفنون والآداب، ما شكّل ثقافتها الواسعة، بالإضافة إلى كونها رياضية من الطراز الأول؛ فقد كانت راقصة باليه ممتازة وحصلت على الكثير من الجوائز الدولية في رياضة السباحة.
وكانت نقطة الانطلاق الحقيقية في مشوارها الفني العام 1956 حينما نشرت مجلة “الكواكب” الفنية المصرية الشهيرة صورة لها مذيّلة بلقب “ملكة جمال الإسكندرية”، فتهافت المنتجون والمخرجون على تلك الفتاة الجميلة، وبعد موافقة أسرتها شاركت في أول أفلامها مع أحمد رمزي وآمال فريد وعبد السلام النابلسي وكان فيلمًا عسكريًّا بعنوان “شياطين الجو”، قدمت فيه دور الممرضة الحسناء التي تختار بين خطيبيّن.
نجحت منيرة سنبل في تحقيق شهرة نسبية بهذا الدور فحصلت العام التالي على فرصة للظهور في ثلاثة أفلام معًا، هي: “ليلة رهيبة” مع شكري سرحان، وقدمت فيه دور الفتاة الثرية المغرورة، والفيلم الثاني كان البطولة الأولى لها وهو “سجين أبو زعبل” مع محسن سرحان وزهرة العلا، ولكنها لم تحقق شهرة كافية، أما العمل الأخير فكان أقرب إلى البطولة النسائية الجماعية وهو “نساء في حياتي” مع يحيى شاهين وهند رستم وزبيدة ثروت.
واشتهرت بتقديم أدوار الفتاة الشريرة صانعة المكائد لاسيما في “شارع الحب” مع صباح وعبد الحليم حافظ، حتى كان العام 1958 الذي قدمت فيه آخر أفلامها “الحب الصامت” مع مريم فخر الدين، فكانت حصيلتها من السينما 8 أفلام فقط خلال عامين، وبعدها اعتزلت التمثيل نهائيًّا بسبب زواجها من أحد أفراد عائلة البدراوي العريقة والتي تسكن الإسكندرية.
قررت منيرة سنبل اعتزال الفن والتفرغ لتربية أبنائها، ولكنها انفصلت عن زوجها بعد فترة وعادت مرة أخرى من خلال الشاشة الصغيرة، إذ شاركت في برامج تلفزيونية عدّة لم تكن بالنجاح الذي حققته أعمالها في السينما، وقد رحلت عن عالمنا في 3 أيلول/ سبتمبر العام 1985 عن عُمر يناهز 46 عامًا.
أكتب تعليقك ورأيك