أدباء

محمود سامي البارودي – قصة حياة رائد الشعر الحديث

محمود سامي البارودي
محمود سامي البارودي

محمود سامي البارودي شاعر، أديب وكاتب مصري مميز، يعد واحدا من ألمع الكتاب العرب، ساهم في النهضة العربية من خلال كتاباته وأعماله وتم عده رائد الشعر الحديث.

ولد في السادس من تشرين الأول ( أكتوبر) عام 1839 في العاصمة المصرية القاهرة وفيها نشأ.

نشأ شاعرنا في أسرة ثرية، حيث أن أصول والديه شركسية، وكان أجداده من جامعي الضرائب في إقطاعية إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.

أحب العلم منذ الصغر، ودرس في المرحلة الابتدائية القراءة، الكتابة، القرآن الكريم، مبادئ النحو، وفي العام 1851 أنهى أديبنا دراسة الابتدائية في مدرسة المبتديان المدرسة الوحيدة في القاهرة التي تدرس الابتدائية، وكانت مخصصة للأسر المرموقة.

وفي العام 1852 التحق محمود سامي البارودي بالمدرسة الحربية المفروزة، ودرس فيها الفنون الحربية، علوم الدين، اللغة، والحساب والجبر، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية بالظهور حيث مال للاطلاع على الشعر العربي.

وشهد العام 1855 تخرجه من هذه المدرسة برتبة باش شاويش وانضم للجيش السلطاني، ليعمل بعد ذلك في وزارة الخارجية الأمر الذي اضطره إلى السفر والحياة في الأستانة وذلك في العام 1857، واستفاد من تواجده فيها فتعلم اللغتين التركية والفارسية.

محمود سامي البارودي

محمود سامي البارودي

ونتيجة لإتقانه لثلاث لغات وهي العربية والفارسية والتركية عمل أديبنا في كتابة السر في نظارة الخارجية التركية منذ العام 1857وحتى العام 1863، حيث قام الخديوي إسماعيل بإعادته إلى مصر، وقام بتعيينه معينا لأحمد خيري باشا على إدارة المكتبات بين مصر و الأستانة.

إقرأ أيضاً:  فرانشيسكو غويا – قصة حياة الرسام الإسباني الملقب أبو الفن الحديث

ومن ثم عاد محمود سامي البارودي إلى العمل العسكري، حيث انضم إلى الجيش برتبة بكباشي، وشارك في الحملة العسكرية العثمانية التي ساهمت في إخماد الفتنة التي قامت في جزيرة كريت وذلك في العام 1865.

وفي العام 1878 تم تعيينه كمحافظ للشرقية، ومن ثم نقل ليكون محافظا للقاهرة، وفي العام 1881 تولى أديبنا نظارة الحربية، وعمل إصلاح القوانين العسكرية، وزيادة رواتب الضباط والجند، وفي ذات العام استقال من هذا العمل لتدهور العلاقة بينه وبين رياض باشا رئيس الوزراء.

وفي العام 1882 تم تعيينه نظارة الداخلية، ورئاسة النظارة بعد أن قام أعضاء مجلس النواب لشغل هذا المنصب، ليكون بذلك أول رئيس وزراء مصري منتخب، كما أطلق على وزارته وزارة الثورة.

إقرأ أيضاً:  خوان خوسيه أريولا – قصة حياة الكاتب المكسيكي الكبير

لكن فرنسا وبريطانيا لم تعجبهما الإصلاحات التي قاما بها هو وصديقه أحمد عرابي فتدخلتا في مصر، وتم القبض عليه برفقة ستة من زملائه وحكم عليهم بالإعدام، ومن ثم تخفف الحكم إلى النفي المؤبد إلى جزيرة سيرلانكا.

في العام 1882 وصل أديبنا إلى منفاه، حيث عاش في مدينة كولومبو عاصمة سيرلانكا، وهاج الشوق فيه، وأخذه الحنين إلى وطنه وظهر هذا الأمر جليا في أشعاره، والتي تناولت مواضيع الشوق والحنين إلى مصر.

وبعد أن أصيب بعدد من الأمراض وضعف بصرح سمح له بالعودة إلى مصر وذلك في العام 1889، وبعد أن عاد إلى مصر تفرغ للأدب وابتعد عن السياسة وصار منزله مزارا للأدباء الذين كانوا يستمعون له، وفي هذه الفترة قام بتأسيس مدرسة النهضة أو مدرسة الإحياء، والتي سعى من خلالها إلى إحياء الشعر العربي بشكل جديد، لذلك تم عده رائد الشعر الحديث.

إقرأ أيضاً:  أحمد جمال - قصة حياة أحمد جمال نجم أراب أيدول

وفي الثاني عشر من كانون الأول ( ديسمبر) عام 1904 توفي محمود سامي البارودي في القاهرة عن عمر يناهز خمسة وستين عاما قضاها في الدفاع عن وطنه، وفي كتابة تاريخ جديد للشعر العربي الحديث، وبوفاته أسدل الستار على حياة شاعر من أعظم شعراء العصر الحديث.

أبرز أعماله:

ديوان شعر محمود سامي البارودي؛ مختارات البارودي؛ قيد الأوابد.

إقرأ أيضاً: معروف الرصافي – قصة حياة الشاعر العراقي الكبير

أكتب تعليقك ورأيك