ولد عثمان طه واسمه الكامل أبو مروان عثمان بن عبده بن حسين بن طه الحلبي في مدينة الباب التابعة لمحافظة حلب السورية ، وهو ابن الشيخ عبده حسين طه خطيب وإمام مسجد في بلدته ، ويعتبر عثمان من أشهر الخطاطين الذين يجيدون تخطيط المصاحف بكل جودة وجمال ، وقد أخذ هذه الموهبة عن والده الذي كان يستخدم الخط الرقعي بطريقة رائعة .
من هو عثمان طه ؟
درس عثمان طه في الكلية الرعية الخسروّية بمدينة حلب ، وتتلمذ هناك على أصول الخط عند أهم الشيوخ الذين يبرعون بالخط ومنهم محمد الخطيب ومحمد علي المولوي وعبد الجواد الخطاط وحسين حسني بالإضافة لخطاط محافظة حلب ابراهيم الرفاعي ، لينتقل بعد ذلك الى العاصمة السورية دمشق بهدف الدراسة في كلية الشريعة الإسلامية بجامعة دمشق التي تخرج منها عام 1964 م ، ومن ثمّ أكمل دراسته العليا وحصل على درجة الدبلوم من كلية التربية بجامعة دمشق عام 1965 .
كان لتواجده في دمشق أثر كبير في براعته في الخط ، فقد تعلم الكثير من خطاط بلاد الشام محمد بدوي الديراني الذي تتلمذ لديه بين عامي 1960 وحتى 1967 ، كما أنه استفاد من خطاط العراق هاشم محمد البغدادي الذي كان يتردد كثيراً على دمشق ، وفي عام 1973 حصل على إجازة حسن الخط من شيخ الخطاطين بالعالم الإسلامي حامد الآمدي ، ثمّ عين عام 1988 بعضوية هيئة التحكيم الدولية بمسابقة الخط العربي التي تقام في مدينة اسطنبول التركية .
بعد أن درس علم الزخرفة والرسم تحت إشراف الأستاذين سامي برهان ونعيم إسماعيل ، عيّن في عام 1988 كخطاط في مجمع الملك فهد لطباعة المصاحف الشريفة الواقع بالمدينة المنورة .
يبرع عثمان طه بأسلوب مميز في كتابة المصاحف الشريفة ، وقد كتب حتى الآن المصحف الشريف ما يتجاوز الثلاثة عشرة مرة ، وكانت اول مرة لصالح وزارة الأوقاف السورية سنة 1970 ، قبل انتقاله الى المملكة العربية السعودية التي ما زال يعمل فيها حتى الآن .
يستخدم نجمنا في كتابة المصحف الرسم العثماني ، واعتمد على طريقة تبسيط الكلمة ، كما أنه اكتسب خبرة كبيرة بتخطيط المصاحف ، فالمصاحف التي يقوم بكتابتها لا تشهد ازدحام بالكلمات لأن توزيعها في السطر الواحد دقيق ، مما يظهر الصفحة بطريقة جميلة ومتناسقة ، كما ان المصحف الذي يكتبه يشهد أن جميع الصفحات تنتهي مع نهاية إحدى الآيات ، وقد طبعت المصاحف التي قام عثمان طه بكتابتها على ما يتجاوز المائتين مليون نسخة والتي وزعت على مختلف بلدان الكرة الأرضية .
إقرأ أيضاً : زكي الأرسوزي – قصة حياة المفكر السوري الكبير
أكتب تعليقك ورأيك