زينات صدقي – قصة حياة زينات صدقي الممثلة الباحثة عن زوج
في 4 أيار/ مايو العام 1913 وعلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط وتحديدًا في محافظة الإسكندرية ولدت زينات محمد سعد، والتي اشتهرت بعد ذلك في الوسط الفني باسم زينات صدقي ، تلك الفتاة الشعبية خفيفة الظل ذات الضحكة المميزة الباحثة دومًا عن الزواج.
زينات بعد أن فشلت في حياتها الزوجية قررت الاتجاه للفن وخطت أولى خطواتها من معهد أنصار التمثيل والسينما الذي أسَّسه الفنان زكي طليمات في الإسكندرية، ولكن عائلتها رفضت بشدة دراستها في المعهد، وعقب رحيل والدها سافرت مع أمها وإحدى صديقاتها إلى لبنان وقدمت هناك بعض المونولوجات المميزة ولاقت نجاحًا كبيرًا فدعتها الراقصة اللبنانية بديعة مصابني للعمل معها في القاهرة “راقصة” و”مطربة”، فعادت مجددًا إلى مصر وأدت بعض العروض إلى جانب سامية جمال و تحية كاريوكا.
الرقص لم يكن ضمن خططها المستقبلية فقد كانت تعشق التمثيل ولذلك نصحتها بديعة للانتقال إلى فرقة نجيب الريحاني المسرحية، وبالفعل شاركت للمرة الأولى ضمن “الكومبارس” في مسرحية “الدنيا جرى فيها إيه” حتى حصلت على فرصة ذهبية وأدت ببراعة شخصية هامة في إحدى الروايات وحظيت بإعجاب الجمهور، ما لفت إليها نظر الريحاني وصديقه المؤلف بديع خيري، فأسندا لها أدوارًا بارزة مثل الخادمة أو المرأة سليطة اللسان في “عاوزة أحب” و”الكورة مع بلبل”.
الفنانة المصرية ظهرت على شاشة السينما لأول مرة العام 1937 في فيلم “وراء الستار”، ولكنها ارتبطت بعد ذلك بتجسيد شخصية الفتاة العانس؛ إذ قدمتها في “شارع الحب” مع عبدالحليم حافظ و”ابن حميدو” مع إسماعيل ياسين، ومن أشهر أعمالها الكوميدية الأخرى “عنبر” مع أنور وجدي و”دهب” مع الطفلة فيروز و”الآنسة حنفي” مع عبدالفتاح القصري، وفي نهاية فترة الستينات ظهرت في أفلام قليلة مثل “معبودة الجماهير” مع شادية.
وحصدت الفنانة زينات صدقي الكثير من الأوسمة تكريمًا لها على مشوارها الحافل؛ فكرّمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وأيضًا الرئيس محمد أنور السادات بالتزامن مع العيد الأول للفن العام 1976، أما عن زيجاتها فقد تزوجت ثلاث مرات؛ الأولى وهي ابنة 15 عامًا ووقع الطلاق بعد 11 شهرًا، والثانية من الملحن إبراهيم فوزي أما الأخيرة فكانت سرية من أحد رجال ثورة تموز/يوليو 1952.
وبعد آخر أعمالها “حكاية بنت اسمها محمود” العام 1975 اعتزلت الفن وابتعدت عن الأضواء طوال ثلاث سنوات حتى أصيبت بمرض عضال في الرئة ولكنها رفضت نهائيًّا التقدم بطلب للعلاج على نفقة الدولة من شدة حيائها، وفضلت بدلًا من ذلك بيع مقتنياتها الشخصية وأثاث بيتها إلى أن توفيت في آذار/مارس العام 1978.
[…] “ورد الغرام” مع ليلى مراد و”الآنسة حنفي” مع زينات صدقي و”سر طاقية الإخفاء” مع عبد المنعم إبراهيم […]