تفرد الفنان المصري الراحل توفيق الدقن بقدرته على مزج الشر بالكوميديا حتى أصبح من القليلين الذين نجحوا في ذلك مثل زميله إستيفان روستي، كما قدم الأدوار الدرامية بتفوق مثل شخصية الأب في “على باب الوزير” مع عادل إمام والفلاح في “خرج ولم يعد” مع يحيى الفخراني.
توفيق الدقن – قصة حياة الشرير الذي أحبه الجمهور في السينما المصرية
ولد توفيق الدقن في قرية هودين في محافظة المنوفية يوم 3 أيار/مايو العام 1924، انتقل مع والده إلى محافظة المنيا في صعيد مصر وعمل في هيئة السكك الحديدية خلال دراسته لمساعدة أسرته, كما عمل كاتب مخالفات في النيابة الجزائية، وكان شغوفًا بممارسة الرياضة لاسيما كرة القدم والملاكمة وكرة السلة، وانضم إلى جمعية الشبان المسلمين.
وخلال عرض مسرحي في الصعيد أصيب الفنان سعيد خليل بنوبة حُمى الدنج وكانت منتشرة آنذاك، فاقترحت الفنانة القديرة روحية خالد على الدقن تمثيل الدور قبل 5 ساعات من فتح الستار، فدربته على الأداء المسرحي ومبادئ الإلقاء ونطق الكلمات.
وبعد نجاحه في الدور انتقل إلى القاهرة والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج فيه العام 1950، ثم انضم إلى المسرح الحر لمدة سبعة أعوام ثم فرقة إسماعيل ياسين لنحو عامين حتى اختتم مسيرته الفنية مع المسرح القومي.
ظهر على شاشة السينما للمرة الأولى بدور فلاح ثم شارك بأدوار صغيرة في “ظهور الإسلام” و”أموال اليتامى” و”غرام بثينة” ومع نجاحه اللافت بزغ في منتصف الخمسينات بأدوار الشرير الظريف، ومن أشهر أعماله “درب المهابيل” مع شكري سرحان و”صراع في الميناء” مع عمر الشريف و”الفتوة” مع فريد شوقي و”ابن حميدو” مع إسماعيل ياسين و”بورسعيد” مع هدى سلطان و”أرض السلام” مع فاتن حمامة و”سر طاقية الإخفاء” مع عبد المنعم إبراهيم و”الناصر صلاح الدين” مع ليلى فوزي و”سعد اليتيم” مع أحمد زكي.
وشارك الفنان الراحل توفيق الدقن في عدد من الأعمال التلفزيونية، مثل “أحلام الفتى الطائر” و”غريب في المدينة” و”محمد رسول الله” و”مارد الجبل” و”القط الأسود” و”هارب من الأيام” و”نور الإسلام” و”جمال الدين الأفغاني” و”حلم الليل والنهار”.
نال “الشرير الظريف” الكثير من الأوسمة مثل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى العام 1956، ووسام الاستحقاق والجدارة في عيد الفن العام 1978، إلى جانب دروع وجوائز أخرى من المسرح القومي واتحاد الإذاعة والتلفزيون.
تزوج توفيق الدقن من السيدة نوال الرخاوي وأنجب ثلاثة أبناء هم “ماضي” و”هالة” و”فخر”، وقد توفيّ الفنان توفيق الدقن في 27 تشرين الثاني/نوفمبر العام 1988 عن عُمر يناهز 65عامًا بعد رحلة علاجية طويلة من الفشل الكلوي.
أكتب تعليقك ورأيك