فنانون

نازك – قصة حياة نازك صاحبة أغنية كل دقة في قلبي

نازك
نازك

نازك – قصة حياة نازك صاحبة أغنية كل دقة في قلبي

لم تعرف الساحة الفنية سواءً في مصر أو خارجها مطربة تمتلك صوتًا ساحرًا وموهبة فريدة وتشعر في الوقت ذاته بالفشل والظلم إلا الفنانة اللبنانية “ليبية الأصل” نازك ، والتي تشتهر بأغنيتها المميزة “كل دقة في قلبي”.

ولدت نازك أو هيبة محمد الحسيني في لبنان يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر العام 1928، وبرز جمال صوتها منذ الصغر فنجحت في اختبارات الإذاعة اللبنانية بشدة وتم اعتمادها ولحّن لها محمد محسن “ولو يا أسمر”.

جاءت إلى القاهرة مع أسرتها العام 1953 بعدما رشحها الممثل والمخرج المصري محمود ذو الفقار للمشاركة في فيلمه الجديد آنذاك “بنت الجيران”، ولكن لظروف خاصة لم تظهر في هذا العمل، ثم التقت الموسيقار أحمد صدقي الذي أعجب بموهبتها ولحّن لها “سهران”.

تقدمت بمساعدة محمود ذو الفقار إلى رئيس الإذاعة المصرية آنذاك، أمين حماد، والذي عرَّفها على رئيس قسم الموسيقى، محمد حسن الشجاعي، فأشاد بها وأكد أنها خليفة المطربة السورية الراحلة أسمهان.

لفتت نازك أنظار الكثير من أساطين التلحين المصريين مثل محمد القصبجي في “هات لي النور” و”يا قلب ليتك” و”ولسا يا قلبي”، ورياض السنباطي في “أسامعي أنت يا حبيبي”، و”خفقات قلب”، و”جمال الروح”، وزكريا أحمد في “أنا الربيع يا جميلة”، ومحمود الشريف في “رسالة حبيبي”، وفريد الأطرش في “ما تقولش كنا وكان”، ومحمد الموجي في “العش المهجور”، وعبد العظيم محمد في “الأم”، و”دوامة”، و”ثلاث نجمات”، كما شاركت في بعض الحفلات الغنائية.

نازك

نازك

أما في السينما فقدمت فيلمًا واحدًا هو “كل دقة في قلبي” مع محمد فوزي، وحمل اسم أغنيتها الشهيرة، وكان الاختيار لفوزي ذاته، الذي أراد دعم المطربة الصاعدة بل واشترك معاها ضمن الكورس في تلك الأغنية، وفي الفيلم ذاته قدمت أغنية مميزة للأم بعنوان “أحن قلب في الدنيا”.

رشَّحها محمد فوزي بعد ذلك لبطولة أفلام أخرى ولكنها كانت شديدة الحياء وذات خلفية أسرية متدينة فرفضت جميع عروضه واكتفت بالإذاعة والحفلات، ومن أشهر أغانيها “تحت التوتة”، و”الدوامة”، و”أنا والنجوم”، كما شاركت بالغناء في مسرحية “مصرع كليوباترا” لأمير الشعراء أحمد شوقي.

بعد عرض الفيلم في دور السينما المصرية كانت نازك في لبنان ولم تعلم مدى النجاح الذي حققته هناك وأغفلته الأقلام الفنية في بلدها، فطاردها إحساس ثقيل بالفشل وبمرور الأيام ازدادت المشاعر السلبية داخلها حتى انهارت تمامًا وأصيبت باكتئاب حاد وأودعت المستشفى.

عقب شفائها قررت الابتعاد عن الفن نهائيًّا والتفرغ لحياتها الخاصة بعيدًا عن الأضواء واتجهت للإنشاد الديني حتى وفاتها في 26 نيسان/أبريل العام 1999.

أكتب تعليقك ورأيك