منصور الرحباني – قصة حياة منصور الرحباني الشاعر والملحن الكبير
منصور الرحباني إسمه الكامل منصور حنا إلياس الرحباني ، شاعر وملحن ، وكاتب لبناني ، يعد من المشاهير على الساحة اللبنانية والعربية ، أنشأ مع شقيقه عاصي فرقة الرحباني والتي أنتجت أعمال عديدة حظيت بشعبية كبيرة في الأوساط اللبنانية والعربية .
ولد عام 1925 في مدينة أنطلياس اللبنانية ، والدهما حنا الرحباني كان من المناهضين للاحتلال العثماني ، وقد صدر بحقه حكم بالإعدام ، فما كان منه إلى الهرب واللجوء إلى أنطلياس حيث قام بفتح مقهى فيها ، وكان حنا محبا للعلم والموسيقى فأدخل منصور المدرسة ، لكنه منصور لم يكن يرغب بالدراسة ، وكان يحاول التحايل عليها ولقد ارتاد عدد من المدارس منها مدرسة راهبات عبرين ، مدرسة الأستاذ فريد أبو فاضل ،مدرسة الأستاذ كمال مكرزل ، والمدرسة اليسوعية في بكيفا ، في هذا الجو الريفي الجميل نشأ منصور الرحباني ، وساهم هذا المناخ الرائع في تفتح قريحته الشعرية مبكرا ، وبدأ بكتابة الشعر منذ سن الثامنة ، كما قام بالاشتراك بعدد من المجلات الأدبية ليقوي الثقافة الأدبية لديه ، وأسس منصور مجلة أسماها الأغاني وهو صغير في محاولة منه لتقليد شقيقه عاصي والذي أسس مجلة هو الآخر .
بعد ذلك اضطر والدهما لبيع مطعمه لسوء الأحوال المادية واشترى مقهى في منطقة تدعى المنيبيع ، وافتتح مطعما في أنطلياس ، وأصبحت العائلة تعمل في المطعم في الشتاء وفي المقهى في الصيف واستمر الحال على ذلك لمدة سبع سنوات .
واضطرت سوء الأحوال المادية لأن يعمل منصور بقطاف الليمون لمساعدة والده ، وبعد ذلك تعلم الموسيقى ودرسها رفقة شقيقه عاصي ، وكان الشقيقان يحبان المسرح ، وافتتحا نادي أنطلياس الثقافي معا ، وفيه قدم الشقيقان مسرحية وفاء العرب والتي تعد أول أعمالهما .
ويعد العام 1944 نقلة نوعية في حياة منصور وشقيقه عاصي حيث أدخلا الأغنية القصيرة في مسرحياتهما ، ونالت هذه الأغنيات القصيرة إعجاب مدراء الإذاعات ، حيث وجدوا فيها نمطا جديدا من الأغاني .
انضم منصور إلى قسم الشرطة وعمل في قسم الأمن العام ، وعلى الرغم من منعه من العمل الفني بسبب عمله في الشرطة إلا أن منصور الرحباني كان يتنكر لحضور الحفلات ، ولقد تم كشفه في كثير من المرات .
بعد الحرب العالمية الثانية حاول منصور رفقة شقيقه دخول الإذاعة لكن الفرق الموسيقية رفضت أغانيها نظرا لوجود كلمات غريبة فيها ، وعندها أصبحت أختهما سلوى تغني لهما في الإذاعة تحت اسم مستعار وهو نجوى .
استقال منصور من سلك البوليس لينضم لشقيقه عاصي في المجال الفني ، وساهم مع شقيقه في خلق جو ونمط جديد من الأغاني ، وانتشر واشتهرت أعمال الرحابنة ، وقام بتنظيم مهرجان بعلبك عام 1957 ، وفي العام 1960 بدأت مسرحيات الرحابنة بالانتشار ، كما استمرا في تنظيم مهرجان بعلبك والذي ازداد عدد رواده ، واندمجت أعمال منصور بإعمال شقيقه عاصي فهذا يكتب وذاك يلحن حتى أن الناس لم تستطع التفريق بين أعمالهما .
بعد وفاة عاصي عام 1986 ظهر اسم منصور في مسرحية صيف 840 ، وبعد ذلك قام بتأليف عدد من المسرحيات كمسرحية زنوبيا ، المتنبي ، الوصية ، ملوك الطوائف ، حكم الرعيان وغيرها .
أصيب منصور الرحباني بإنفلونزا حادة فتم وضعه في مشفى أوتيل ديو ، لكن انتقال الإنفلونزا إلى صدره أدت إلى تدهور حالته الصحية ، وفي الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) توفي منصور الرحباني عن عمر يناهز الثلاث وثمانين عاما ودفن في بيروت .
أكتب تعليقك ورأيك