محمد فوزي – قصة حياة محمد فوزي النجم الذي مزج الغناء والتلحين بالتمثيل
يصعب تصنيفه ضمن لون فني معين فالراحل محمد فوزي تميّز بأنه فنان شامل استطاعت موهبته أن تمزج بين الغناء والتلحين والتمثيل الدرامي والكوميدي والاستعراضي، بالإضافة إلى أن ألحانه كانت سابقة لعصره كسرت القوالب التقليدية وخرجت بالجديد المميز الذي يبقى حتى يومنا هذا.
ولد محمد فوزي عبدالعال حبس الحو في آب/أغسطس العام 1918 في إحدى قرى محافظة الغربية لديه 24 شقيقًا منهم الفنانة هدى سلطان، تلقن أصول الموسيقى منذ صغره بمساعدة أحد أصدقاء والده، والذي كان يصطحبه للغناء في الموالد الشعبية، وتأثر الطفل كثيرًا بألحان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأغاني أم كلثوم.
سافر إلى القاهرة وبعد حصوله على الشهادة الإعدادية من معهد فؤاد الأول للموسيقى ترك الدراسة وعمل في ملهى رتيبة رشدي ثم انتقل إلى كازينو الراقصة اللبنانية بديعة مصابني، وهناك التقى بعض نجوم عصره قبل شهرتهم مثل فريد الأطرش ومحمد عبدالمطلب ومحمود الشريف، وشاركهم تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها أيضًا.
اقتحم فوزي بعد ذلك الإذاعة المصرية وأجرى اختبار الغناء والتلحين وبالفعل نجح ملحنًا ورسب مطربًا، ولكنه لم ييأس وأحيا أعمال موسيقار الشعب سيد درويش وانضم إلى الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى وشارك في مسرحية “شهرزاد” تمثيلًا وغناءً، ولكنه لم يحقق النجاح المرغوب وأصيب بالاكتئاب.
تلقى بعد فترة قصيرة عرضًا من الفنانة فاطمة رشدي للانضمام إلى فرقتها ممثلًا ومطربًا، ثم طلبه يوسف وهبي العام 1944 لتمثيل أول أدواره الثانوية في فيلم “سيف الجلاد” بالإضافة إلى غناء أغنيتين من ألحانه، وبعد ذلك شارك في فيلم “قبلة في لبنان” مع مديحة يسري، ثم جاءته أول بطولة مطلقة العام 1946 في “أصحاب السعادة” وحقق فيه نجاحًا مذهلًا.
أسَّس الفنان المصري شركته السينمائية التي حملت اسمه العام 1947، واستطاع خلال أعوام قليلة أن يتربع على عرش السينما الغنائية؛ إذ بلغ رصيده ما يقرب من 400 أغنية من أشهرها “حبيبي وعينيه” و”شحات الغرام” و”اللي يهواك أهواه”، كما لحن للكثير من الفنانين مثل محمد عبدالمطلب وليلى مراد ونازك وشقيقته هدى سلطان ونجاح سلام وغيرهم.
من أبرز أفلامه “فاطمة وماريكا وراشيل” مع إسماعيل ياسين و”الزوجة السابعة” مع ماري كويني و”الآنسة ماما” مع صباح و”ابن للإيجار” مع ليلى فوزي، كما كان يولي اهتمامًا خاصًا للأطفال؛ فقدم لهم مجموعة من الأغاني التربوية الطريفة مثل “ماما زمانها جاية” و”ذهب الليل”.
كوّن فوزي شركة “مصرفون” لإنتاج الأسطوانات الغنائية، والتي قدمت أغاني نجوم عصره مثل كوكب الشرق وعبدالوهاب، ودفعه نجاحها إلى اعتزال التمثيل للتفرغ لإداراتها، ولكن تأميمها من قِبل الحكومة العام 1961 وتعيينه مديرًا لها براتب 100جنيه فقط أصابه بصدمة عنيفة.
تدهورت حالته الصحية سريعًا ولم ينجح الأطباء في تشخيص حالته فقرر السفر إلى لندن العام 1965 وبعد شهرين توجه إلى ألمانيا، ولكن المستشفى الألماني أصدر بيانًا يؤكد عدم توصل أطبائه إلى حقيقة المرض وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصاب به فأطلقوا على المرض اسم “مرض فوزي”.
وقبل وفاته في 20 تشرين الأول/ أكتوبر العام 1966 في ألمانيا وصل وزنه إلى 36 كيلو غرام، وعُرف مرضه بعد ذلك بأنه سرطان العظام.
تزوج الفنان الراحل للمرة الأولى من السيدة هداية وأنجب منها ثلاثة أبناء هم “نبيل” و”سمير” و”منير”، ولكنهما انفصلا العام 1952 وتزوج في العام ذاته من الفنانة مديحة يسري وأنجب منها ابنًا يُدعى “عمرو”، وتم الطلاق العام 1959 ليتزوج أخيرًا من الفنانة كريمة الشهيرة بـ”فاتنة المعادي” وأنجب منها ابنته الصغرى “إيمان” واستمر معها حتى رحيله.
[…] كان احتراف الفن بالنسبة إليها مسألة حياة أو موت، فما الذي يمنع كريمة أو فاتنة المعادي، كما كان يُطلق عليها، أن تصبح نجمة شهيرة وهي صاحبة الجمال الآخاذ والرقة الشديدة والتعليم الأجنبي والثقافة الشاملة؟! فقررت أن تخوض حربًا شرسة من أجل إثبات موهبتها، وتحقق لها ما أرادت ولكن النجاح لم يستمر كثيرًا؛ إذ قررت الاعتزال مطلع الستينات بعد زواجها من الفنان الراحل محمد فوزي. […]
[…] فقدمت فيلمًا واحدًا هو “كل دقة في قلبي” مع محمد فوزي، وحمل اسم أغنيتها الشهيرة، وكان الاختيار لفوزي ذاته، […]