ولدت الممثلة المصرية الراحلة فاطمة رشدي في مدينة الإسكندرية بتاريخ 15 نوفمبر 1908 ، وقد اشتهرت بعد أن قدمت الكثير من الأفلام والمسرحيات ، واعتبرت من رائدات السينما والمسرح في مصر فمثلت وألفت وأخرجت وشكّلت فرقة مسرحية تحمل اسمها ، وقد أطلق عليها لقب ” سارة برنار الشرق” ، بعد أن جسدت دور البطولة في مسرحية “النسر الأزرق” التي قدمتها سارة برنار سابقاً .
تزوجت هذه الفنانة أكثر من مرة ومنها زواجها من عزيز عيد الذي انفصلت عنه لتتزوج لاحقاً من المخرج كمال سليم ، الذي منحها أهم أدوارها السينمائية في فيلمه “العزيمة” الذي اعتبر أحد أهم الأفلام بتاريخ السينما المصرية ، ثمّ انفصلت عنه وتزوجت من المخرج محمد عبد الجواد ، كما أنها تزوجت بعد انفصالها عنه من رجل أعمال لم تستمر علاقتها معه كثيراً ، لتتزوج سنة 1951 من ضابط شرطة .
مسيرة فاطمة رشدي الفنية :
تنتمي هذه الفنانة الراحلة لعائلة فنية فشقيقتيها هنّ فنانات كذلك ، وقد بدأت رحلتها في عالم الفن منذ أن كانت في التاسعة من عمرها ، فعملت مع فرقة أمين عطا الله التي كانت أختها تغني فيها ، فأدت بعض الأدوار الثانوية بالغناء ، ثمّ تنقلت بين العديد من الفرق المسرحية وتعلمت أصول التمثيل ، لتصل الى العمل على مسرح روز اليوسف ، ثمّ جاءتها الفرصة للعمل في فرقة رمسيس التي أصبحت بطلتها ومن أشهر المسرحيات التي قامت ببطولتها ( القناع الأزرق – الحرية – الذئاب – ليلة الدخلة – الصحراء – النزوات ) .
قامت فرقة فاطمة رشدي بزيارة العراق عام 1926 ، وقد كان لهذه الزيارة وزيارة بعض الفرق المصرية المسرحية الأخرى دور هام في بناء المسرح العراقي ، حتى أن حقي الشبلي عميد المسرح العراقي سافر رفقة فرقتها الى مصر للتدريب والاستفادة من خبرة المصريين في هذا المجال .
كما أن فرقتها زارت لبنان عام 1929 وقدمت هناك بعض مسرحياتها ومنها ( النسر الصغير – غادة الكاميليا – جان دارك – السلطان عبد الحميد – يوليوس قيصر – مصرع كليو بترا ) ، ولاقت نجاحاً جماهيرياً منقطع النظير .
وعلى الصعيد السينمائي فقد جاءت مشاركتها الأولى سنة 1928 عبر فيلم “فاجعة فوق الهرم” ، لكن عدم نجاح الفيلم دفعها للعودة الى المسرح حتى عام 1933 عندما شاركت في فيلم “الزواج” الذي كان من تأليفها وبطولتها وإخراجها ، وشاركها البطولة الممثل محمود المليجي الذي تخرج من فرقتها المسرحية ، لتقدم بعد ذلك العديد من الأفلام الأخرى ومنها ( الى الأبد – ثمن السعادة – الهارب – الطريق المستقيم – العامل – الريف الحزين – مدينة الغجر – الجسد – عواصف – دعوني أعيش – الطائشة – غرام الشيوخ ) .
حياتها البائسة ووفاتها :
بعد سنوات طويلة من الشهرة والنجاح اعتزلت فاطمة رشدي في أواخر ستينيات القرن العشرين ، لتضيع مع مرور الأيام صحتها وأموالها ، وتعيش سنواتها الأخيرة كمتسولة تعيش بأحد الفنادق الشعبية بالقاهرة ، فتوفيت بتاريخ 23 يناير 1996عن عمر ناهز87 عاماً ، وقد رحلت فاطمة رشدي التي قدمت ما يقارب 200 عمل فني وحيدة وفقيرة رغم ثروتها الفنية العملاقة .
إقرأ أيضاً : سمير سيف – قصة حياة المخرج الذي صنع أهم أفلام الكوميديا بالسينما المصرية
أكتب تعليقك ورأيك