ولد المغني والرسام ورجل المخابرات المصرية سمير الإسكندراني في حي الغورية بالقاهرة عام 1938 ، وقد عاش مع والده تاجر الموبيليا الحاج فؤاد الكثير من أمسيات الغناء والفن والأدب ، فكان من عشاق الشاعر بيرم التونسي وألحان زكريا لأحمد ، يجلس على سطح منزله لينهل من أحاديث والده في الاقتصاد والسياسة ، ويستمع لصوته العذب عندما يغني .
انتقلت عائلته بعد ذلك الى شارع عبد العزيز ، وهذا ما اعتبر نقطة تحول جذرية بحياة الشاب الذي انتقل لمنطقة تعج بالجاليات الإنجليزية واليونانية والإيطالية والعائلات اليهودية ، فاختلط بهم كثيراً وتعلم الكثير من تقاليدهم واسرار حياتهم ، وقد تعرف في مسكنه الجديد على الفتاة الايطالية الجميلة يولندا ، والتي عشقها بشكل جنوني وتعلم من أجلها كل ما هو إيطالي .
كان سمير الإسكندراني شخصاً استثنائياً بالنسبة لأبناء جيله ، فقد كان يملك ذكاء فطرياً كما أجاد خمس لغات وتعرف على أعراف وتقاليد البلدان والأديان الأخرى ، وقد ساهم كل ذلك في حصوله على منحة للدراسة في مدينة بيروجيا الايطالية ، وسافر الى هناك وفي إجازته الأولى لمصر كان ينوي الزواج من يولندا ، لكنه فوجئ بسفرها الى أوروبا مع صديقها القديم ، فعاد الى إيطاليا ليكمل دراسته .
تجنيد سمير الإسكندراني من قبل الموساد :
وقعت أعين الموساد المنتشرة بكثافة في أوروبا على هذا الشاب المصري الذي لا يشبه أقرانه ، فعلامات التحرر ظاهرة عليه وقد كان يرسم ويغني ويرقص في الشوارع الإيطالية ، فاعتقدوا عندما رأوا شخصيته أنهم عثروا على صيد سهل لتجنيده في الموساد الإسرائيلي ، فوصلوا اليه عن طريق أحد زملائه في الجامعة وهو من الموساد ، وبالفعل فقد قاموا بتجنيده وتدريبه غلى عدة أمور منها الحبر السري .
عاد بعد ذلك سمير الى مصر وأخبر والده بما حصل معه ، وقد تمكن بمساعدة أحد ضباط المخابرات المصرية من الوصول سراً الى مقابلة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ، فأخبره بكل ما حصل معه وكان الاتفاق على أن يبقى هذا الشاب على وضعه وأن يوهم الإسرائيليين بأنه يعمل لصالحهم ، وقد استطاع كشف العديد من عملاء الموساد وأمور أخرى منها خطة اغتيال المشير عبد الحكيم عامر ودس السم للرئيس المصري جمال عبد الناصر .
عمل سمير الإسكندراني بذكاء شديد استطاع من خلاله الإيقاع بشبكة واسعة من المتعاملين مع العدو الاسرائيلي ، وقد أدت إنجازاته في نهاية الأمر الى استقالة مدير المخابرات الإسرائيلية هرطابي .
وعلى صعيد الفن فقد أصدر الكثير من الأغاني التي لاقت انتشاراً جيداً في تلك الفترة ، ومنها ( يا نخلتين في العلالي -النيل الفضى – ترحال السنين – أحبك الآن وسأحبك غدا – زمان زمان – نويت أسيبك ) .
انتشرت مؤخراً شائعة مفادها تدهور صحة سمير الإسكندراني ، لكن ابنته نجوى نفت الخبر وقالت أن والدها في البيت وليس في المستشفى ، وأن الصور المتداولة ليست لهما .
إقرأ أيضاً : أكرم حسني – قصة الإعلامي والممثل الكوميدي المعروف بشخصية سيد ابو حفيظة
أكتب تعليقك ورأيك