يشتهر الفنان المصري توفيق عبد الحميد ، إلى جانب موهبته الكبيرة التي لا خلاف عليها، بأنه صاحب رسالة فنية نبيلة لم يحِد يومًا عن دربها، ولذلك فضّل اعتزال العمل الفني دون رجعة؛ اعتراضًا على ما سمّاه “سيطرة رؤوس الأموال على مسار تلك الرسالة”، ومن قبل قدم استقالته من منصبه الرفيع في وزارة الثقافة لأسباب أخلاقية وسياسية، فاستحق عن جدارة محبة وتقدير الجمهور.
ولد توفيق عبد الحميد في حي شبرا في محافظة القليوبية يوم 25 آب/ أغسطس العام 1956، حقق رغبة والده في الالتحاق بكلية الحقوق لكنه استمع إلى صوت موهبته الفنية أيضًا فانضم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية وأصبح أحد أبنائه الأوفياء.
بدأ مشواره الفني من المسرح القومي وقضى سنوات طويلة يقدم أبرز الأعمال مثل: “وا قدساه” و”مجنون ليلى” و”لعبة الحب” و”المهر” و”سالومي” و”عيال تجنن” و”في عز الضهر” و”أهلاً يا بكوات”، و”الملك هو الملك” و”الكلامنجية”، لكنه تميّز بدور محمد علي باشا في المسرحية التاريخية “رجل القلعة”، والتي صنفت أفضل عمل سياسي عرض على خشبة المسرح القومي.
كما اقتحم توفيق عبد الحميد الشاشة الصغيرة العام 1979 بمسلسل “الوليمة”، وغلب على أدواره الطابعان الديني والتاريخي وظهر ذلك في “الإمام ابن حزم” و”لا إله إلا الله ج4″ و”ابن تيمية” و”محمد رسول الله” و”الوعد الحق” و”سلمان الفارسي”.
لكنه قدم بعد ذلك الكثير من الأعمال الاجتماعية مثل: “مولود في الوقت الضائع” و”أيام المنيرة” و”وداعًا يا ربيع العمر” و”العائلة” و”أحلام فستق” و”أوراق مصرية ج1″ و”اللص والكلاب” و”أم كلثوم” و”سامحوني مكنش قصدي” و”أوان الورد” و”الوشاح الأبيض” و”بوابة الحلواني ج4″ و”البيضاء”.
ومن أشهر الأعمال الدرامية التي شارك فيها توفيق عبد الحميد “حديث الصباح والمساء” و”ملكة من الجنوب” و”قاسم أمين” و”أميرة في عابدين” و”أين قلبي” و”الناس في كفر عسكر” و”كناريا وشركاه” و”فريسكا” و”يا ورد مين يشتريك” و”قمر سبتمبر” و”امرأة من نار” و”على نار هادئة” و”حضرة المتهم أبي” و”حكايات المدندش” و”دعوة فرح” و”هدوء نسبي” و”عرب لندن”.
أما في السينما فكان إنتاجه قليلًا مثل: “الفرح” مع ميرفت أمين و”وحياة قلبي وأفراحه” مع إلهام شاهين و”أمير الظلام مع عادل إمام و”مافيا” مع أحمد السقا و”حلم العمر” مع حمادة هلال.
وبعد آخر أعماله التلفزيونية “سي عمر وليلى أفندي” العام 2010، قرر الفنان المصري اعتزال السينما وابتعد نسبيًّا عن الأضواء واكتفى بالتفرغ لتدريب الفنانين الهواة دون أجر، وأكد أن السبب وراء قراره رغبته في عدم تقديم أيّة تنازلات للجهات المالية المانحة التي تتحكم في إنتاج الأعمال الفنية.
حصل توفيق عبد الحميد على جائزة الآيزو كأفضل شخصيات على المستوى الفني العربي، وتولى منصب المدير العام للبيت الفني للمسرح، بالإضافة إلى منصب رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي في وزارة الثقافة، ولكنه قدم استقالته من منصبه للوزير آنذاك فاروق حسني قبل قيام ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011؛ لاعتراضه على ما وصفه بـ”تجاوزات الشرطة ضد الجمهور”.
أكتب تعليقك ورأيك