فنانون

بديعة مصابني – قصة حياة بديعة مصابني الراقصة التي جمعت الجمال السوري واللبناني

بديعة مصابني
بديعة مصابني

بديعة مصابني – قصة حياة بديعة مصابني الراقصة التي جمعت الجمال السوري واللبناني

لم تكن طفولتها بريئة على الإطلاق بل تعرضت الراقصة بديعة مصابني لأبشع جريمة قد تواجهها طفلة صغيرة على الإطلاق؛ إذ اغتصبها وحش آدمي وهي في السابعة من العُمر ورغم ذلك حكم القضاء بالسجن سنة واحدة وغرامة 200 ليرة ذهبية.

ولدت الطفلة، التي جمعت بين الجمال السوري واللبناني، في مدينة حلب يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر العام 1892 لأسرة ثرية ولكن مصنع والدها احترق وتوفي هو بعد ذلك، وحاصرت الديون عائلتها فاضطرت والدتها لرهن المنزل وتدبرت مصاريف الهجرة إلى أميركا الجنوبية.

التحقت بديعة في الغربة بمدرسة داخلية تلقنت فيها أصول اللغة الإسبانية وفنون التمثيل وبزغت موهبتها في الغناء والرقص، ثم أرادت والدتها أن تزوجها أحد الأثرياء، ولكنها رفضت وهربت إلى بيروت ومكثت 3 أشهر حتى صالحتها أمها وجاءتا إلى القاهرة وزارت مسارح عماد الدين حتى ولعت بالتمثيل وأحيانًا كانت تختلط بالكومبارس.

ثم انضمت لفرق مسرحية بارزة مثل جورج أبيض وعزيز عيد وأحمد الشامي، وصعد نجمها سريعًا وحظيت ببطولة مسرحية “ابن الحارة” ثم أصبحت بطلة فرقة الشامي دون منافسة وسافرت معها إلى الصعيد وازدادت شهرتها، وبعد عودتها ابتدعت رقصة شرقية خاصة بها عرفت باسمها الخاص، ثم افتتحت كازينو للرقص ساهم في إخراج غالبية نجوم الاستعراض والتمثيل في مصر مثل تحية كاريوكا وببا عز الدين وحكمت فهمي و سامية جمال و محمد فوزي و إسماعيل ياسين وغيرهم.

بديعة مصابني

بديعة مصابني

شاركت في ستة أفلام منها “فتاة متمردة” و”أم السعد” مع ماري كويني ومسرحيتي “ريا وسكينة” و”مراتي في الجهادية”، وساهمت بالغناء في مسرحية “المركيز دي بروبلا”.

وبعدما حاصرتها مصلحة الضرائب المصرية وطلبت منها مبالغ خيالية أعلنت إفلاسها وهربت من البلاد بأموالها العام 1949، ويُقال إنها  سافرت على متن طائرة خاصة متخفية في زيّ جندي إنجليزي، بينما تذكر رواية ثانية أنها تخفت في زيّ راهبة من مطار روض الفرج السابق.

وفي لبنان اعتزلت الفن نهائيًا وعاشت في مزرعتها الصغيرة وأسست متجرًا لبيع منتجات الألبان في مدينة شتورة وظلت تدير تجارتها طوال 24 عامًا حتى وفاتها في 23 تموز/يوليو العام 1974.

تزوجت الراقصة اللبنانية في مصر من نجم الكوميديا نجيب الريحاني العام 1924 بكنيسة السرايا، ولكن دبّت الخلافات بينهما سريعًا وأرادا الانفصال ولكن المذهب المسيحي يمنع ذلك فقررا أن يكون زواجهما صوريًا حتى وفاة الريحاني حتى أنها انهارت في جنازته وظلّت تبكي بشدة، وحينما سافرت إلى لبنان رفضت الزواج نهائيًا؛ حرصًا على حريتها وثروتها التي تبقت من فنها.

4 تعليقات

أكتب تعليقك ورأيك