ولد السلطان عز الدين أيبك واسمه الكامل الملك المعز عز الدين أيبك الجاشنكير التركماني الصالحى النجمي في عام 1197 م ، وهو يعتبر أول السلاطين في دولة المماليك التي حكمت مصر لعقود طويلة، وهو من أصول تركمانية فكان من مماليك السلطان الصالح نجم الدين أيوب ، وقد ترقى في المناصب حتى وصل لرتبة امير .
بعد أن توفي السلطان الصالح أيوب عام 1249 خلال الحملة الصليبية السابعة على مدينة دمياط ، وبعد اغتيال ابنه السلطان توران شاه ، وصلت أرملة الصالح أيوب شجرة الدر الى عرش السلطنة بعد مساندة المماليك البحرية لها ، لتنتهي بذلك سيطرة الأيوبيين على مصر ، وهذا ما أثار غضب العباسيين والأيوبيين الذين سلموا دمشق لصلاح الدين والكرك للملك المغيث ، فكان رد المماليك بتقوية حلفهم مع شجرة الدر والقبض على جميع الأمراء الذين يميلون للناصر يوسف .
وصول عز الدين أيبك للحكم :
بحث المماليك عن طريقة تجعلهم يحكمون البلاد بصورة شرعية ، فوجدوا ان الطريقة الأفضل هي في زواج أيبك من شجرة الدر التي تنازلت له بعد ذلك عن الحكم ، ليصبح أيبك سلطاناً لمصر ويتخذ من اسم “الملك المعز” لقباً له ، وفي محاولة لإرضاء العباسيين والأيوبيين ، أعلن أيبك بأنه نائب للخليفة العباسي وأحضر رفات الملك الراحل الصالح أيوب من قلعة جزيرة الروضة لمقبرة بمنطقة بين القصرين في القاهرة ليدفن هناك ، وأحضر المماليك طفلاً أيوبياً بالعاشرة من عمره وأعلنوه سلطان يحمل اسم “الملك الأشرف مظفر الدين موسى” ، وقد اعتمد أول سلطان من المماليك في حكمه على أمراء ثلاثة هم ( سيف الدين بلبان الرشيدي – ركن الدين بيبرس البندقداري – فارس الدين أقطاي الجمدار الذي كان زعيم المماليك البحرية ) .
كان الصراع بين عز الدين أيبك والأيوبيين شديداً ، وبعد العديد من المعارك ووصول هولاكو الى بعض مناطق العالم الاسلامي ، حصل تفاوض مع الناصر يوسف الأيوبي اتفق بموجبه الطرفان على تحديد المناطق التابعة لكل منهم .
شهد الصعيد ومصر الوسطى تمرد خطير للقبائل العربية ، لكن الأمير فارس الدين أقطاي ( وهو قائد المماليك البحرية ) أخمد الثورة لتزداد قوته في البلاد ، وهذا ما أثار ذعر أيبك من ازدياد قوة أقطاي فطلب منه أن يأتي للقلعة ليستشيره لكنه خدعه وقام باغتياله ، فهرب المماليك البحرية الى عدة أمكنة خارج مصر ، وقتل العديد ممن بقي منهم في مصر .
مقتل عز الدين أيبك :
بعد ان ساءت العلاقة بين أيبك وزوجته شجرة الدر التي كانت تتدخل في حكمه وفي أموره الشخصية قرر الزواج من اخرى ، فخافت هي على حياتها ودبرت مؤامرة قتله بالاتفاق مع بعض المماليك والخدم ، فاغتيل وهو يستحم بتاريخ 10 أبريل 1257 ، وادعت شجرة الدر وفاته فجأة وهو نائم ، لكن المماليك المعزية الذين يرأسهم قطز لم يقتنعوا وحققوا بالأمر حتى اعترف الخدم بفعلتهم .
وبعد تعيين المماليك المعزية لابن الخامسة عشرة سنة نور الدين بن أيبك كسلطان على البلاد ، وجدت جثة شجرة الدر ملقاة خارج أسوار القلعة ، كما تمّ قتل الخدم المتورطين بقتل السلطان عز الدين أيبك .
إقرأ أيضاً : ملكشاه – قصة حياة أعظم السلاطين السلاجقة الملقب “جلال الدولة”
[…] إقرأ أيضاً : عز الدين أيبك – قصة حياة أول سلاطين دولة المماليك في مص… […]
[…] إقرأ أيضاً : عز الدين أيبك – قصة حياة أول سلاطين دولة المماليك في مص… […]