كانت أحد الاكتشافات الرائعة للفنانة اللبنانية بديعة مصابني، وبحركاتها الأفعوانية وقسماتها السمراء الجميلة استطاعت سامية جمال أن تخطف أنظار رواد كازينو بديعة وأن تصبح بعد ذلك إحدى أشهر الراقصات المصريات في العالم التي تمزج بين الخطوات الشرقية والغربية في أعمالها عكس غيرها من الفنانات اللاتي تقيّدن بالحركات القديمة مثل تحية كاريوكا.
قصة حياة سامية جمال :
ولدت سامية واسمها الحقيقي زينب خليل إبراهيم محفوظ في 22 شباط/فبراير العام 1924 في محافظة بني سويف، والتحقت بفرقة بديعة نهاية الأربعينات وغيّرت اسمها إلى “سامية جمال”، وقد اتجهت سريعًا إلى السينما وشاركت في الكثير من الأفلام السينمائية بداية من الأدوار الثانوية مثل “انتصار الشباب” مع أسمهان و”البؤساء” مع أمينة رزق، حتى حصلت على البطولة المطلقة في “أحمر شفايف” مع نجيب الريحاني و”صاحبة العمارة” مع محمد فوزي.
وجاءت الانطلاقة الفنية الحقيقية لها على ألحان الفنان السوري فريد الأطرش، فقد كونا ثنائيًّا مميزًا وقدما أشهر أعمالهما الناجحة، ومن أبرزها “أحبك أنت” و”عفريتة هانم” و”آخر كدبة” و”تعالى سلم” و”حبيب العمر” و”ماتقولش لحد”.
ترددت شائعات عدّة بشأن علاقة عاطفية بين سامية والأطرش وأن الأخير رفض الزواج منها بسبب تقاليد عائلته الصارمة التي تمنع ارتباط أمير براقصة، فتزوجت من ثري أميركي كان يُدعى شيبرد كينغ والذي أشهر إسلامه وأصبح “عبدالله كينغ” وسافرا بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأميركية وعملت في مسارح خمس عشرة ولاية، كما شاركت برقصة وحيدة لمدة ثلاث دقائق في الفيلم الأميركي Valley of the Kings، وبعدها حصلت على بطولة الفيلم الفرنسي “علي بابا والأربعين حرامي”.
عملت فراشة السينما في أميركا طوال عامين ونصف وجنت نحو 10 آلاف جنيه مصري، ولكن زوجها استولى على أموالها فطلبت منه الطلاق وعادت إلى مصر لاستكمال مسيرتها الفنية، ومن أشهر أعمالها على شاشة السينما “سكر هانم” مع عبدالمنعم إبراهيم، و”الرجل الثاني” مع صباح، و”كل دقة في قلبي” مع محمد فوزي، و”أمير الانتقام” مع أنور وجدي.
سامية تزوجت بعد ذلك النجم الوسيم رشدي أباظة وابتعدت عن الفن طوال ستة أعوام للتفرغ لحياتها الأسرية، ثم عادت مرة أخرى العام 1972 بعد أن اختارتها المنتجة اللبنانية آسيا داغر لفيلم “الشيطان والخريف” مع سناء جميل، كما قدمت في العام ذاته فيلم “ساعة الصفر” مع رشدي أباظة ولكنها قررت اعتزال السينما نهائيًّا.
الفاتنة السمراء عادت بعد تردد إلى الرقص منتصف الثمانينات ورغم نجاحها الكبير إلا أنها أرادت الاعتزال قبل أن يتوقف تصفيق الجمهور، وبالفعل اعتزلت نهائيًّا حتى وفاتها في مطلع كانون الأول/ ديسمبر العام 1994 إثر غيبوبة استمرت نحو ستة أيام.
أكتب تعليقك ورأيك