سعد زغلول أبو المصريين ورائد كفاحهم الوطني، هكذا أطلق على الزعيم الذي عاش حياة كفاحية، كان سياسى مصري ورئيساً للوزراء، ولد عام 1859 في قرية إبيانة فى محافظة الغربية فى الدلتا، بدأ تعليمه فى الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة إلى جانب حفظ القرآن، قبل أن يلتحق بالجامع الدسوقى لكى يتم تجويد القرآن، ثم التحق بالأزهر عام 1873 ليتلقى علوم الدين، كما كان أحد تلامذة المصلح الدينى الكبير الشيخ الإمام محمد عبده فشب بين يديه كاتبا خطيبا، أديبا سياسيا، وطنيا و صديقا له رغم فارق السن الذي كان يفصل بينهما
سعد زغلول – قصة حياة سعد زغلول أبو المصريين
الحياة العملية لزغلول
عمل سعد زغلول في ” الوقائع المصرية ” مع الشيخ محمد عبده، حيث كان ينقد أحكام المجالس الملغاة ويلخصها ويعقب عليها، قبل أن يتم نقله إلى وظيفة معاون بنظارة الداخلية ومن هنا خطى أول خطواته في الدراسة القانونية و الدفاع القانوني، و كذلك الأعمال السياسية، و لم يمضي وقت على الاشتغال بها حتى أبان عن كفاءته، حيث تم نقله إلى وظيفة ناظر قلم الدعاوى بمديرية الجيزة آنذاك، كما شارك زغلول في الثورة العرابية وحرر العديد من مقالات ضد الاستعمار الانجليزي و حفز فيها على الثورة، كما دعا للتصدي لسلطة الخديوي توفيق التي كانت تعمل لصالح الانجليز وعلى إثر ذلك فقد وظيفته
عمل زغلول بالمحاماة 9 سنوات حيث لمع اسمه و عظم شأنه في القضاء مع أن العمل فيها في ذلك الحين كان شبهة، ولكن سعد تمكن من الارتقاء بمهنة المحاماة حتى علا شأنها، حيث عين سنة 1892 نائب قاض في محكمة الاستئناف، فكان أول محام يدخل الهيئة القضائية، كما يعتبر حجر الزاوية في إنشاء نقابة المحامين عندما كان ناظراً للحقانية وهو الذي أنشاء قانون المحاماة 26 لسنة 1912
اتهم سعد زغلول فى قضية خطيرة مع صديق له هو حسين صقر، بتشكيل جماعة سرية اسمها “جماعة الانتقام”،تعمل على اغتيال المواطنين الذين خانوا الثورة العرابية و سهلوا عمل الحكومة الاحتلالية في سبيل القبض على رجال الثورة و مؤيديها، حيث تمت محاكمته برفقة حسين صقر، غير أن عدم وجود أدلة تثبت هذه التهمة المزعومة فقد حكم عليهما بالبراءة، و مع ذلك بقيا معتقلين لمدة طويلة وصلت إلى 98 يوماً، غير أن الحكومة اضطرت في الأخير للإفراج عليهما.
و عزم سعد بعد نيله الحرية العودة إلى وظيفته السابقة، أو أي وظيفة غيرها فى الحكومة إلا أنه أخفق في ذلك، حيث أن الطريق إلى العودة من جديد سيكلفه نوعاً من التزلف والتنكر، وهو الأمر الذي يتنافى مع مبادئه، وقرر الاتجاه نحو المحاماة وفضل العمل فيها.
زغلول و الحياة السياسة
كان لسعد زغلول نشاط بارز في الحياة السياسية المصرية، حيث قام بإنشاء الوفد المصري، للدّفاع عن مصر عام 1918، ضد الإنجليز، و أخذ يقوم مع زملائه بلقاءات سريّة للبحث في قضية مصر بعد الحرب العالمية الأولي، وقد اعتُقل سعد ونفي إلى جزيرة مالطة في البحر المتوسط هو ومجموعة من أصدقائه، و عمل غيابه إلى إحداث الكثير من الاضطرابات أدت إلى قيام الثورة المصرية عام 1919
بعد رجوع سعد زغلول لمصر سمح له بالسفر إلي مؤتمر الصلح في باريس لبحث القضية المصرية، إلا أن المؤتمر لم يستجيب لمطالب الوفد، فعادوا إلي الثورات بحماسة أكثر حيث عملوا على مقاطعة البضائع الإنجليزية، فأدى ذلك إلى ثورة الإنجليز عليهم، وتم القبض مرة أخرى على سعد زغلول حيث تم نفيه إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي، و النتيجة كانت زيادة غضب الثّورات و المحاولات الفاشلة للإنجليز للسّيطرة عليها
أجبرت الثورة الشعبية الاحتلال الإنجليزي على الإفراج عن سعد و مجموعته، و ذهب الوفد إلى فرساي إلا أن المؤتمر حينها لم يتطرق للمسألة المصرية، ليعود الوفد المصري من جديد و يشكل نواة لحزب جديد، حيث جرت بعد ذلك الانتخابات التشريعية فاز فيها مرشحو سعد بغالبية مقاعد البرلمان، وشكل سعد زغلول الوزارة التي اعتبرت أول وزارة شعبية في مصر، و قد توالت أدوار سعد في الحياة السياسية المصرية، وتعمقت زعامته للشعب المصري رغم تعرضه لمحاولة اغتيال من منافسيه
توفي سعد زغلول في 23 أغسطس 1927 وكان يوم وفاته يوما مشهودا، حيث تم بناء ضريح له أسموه ضريح سعد، و قد كانت لحياة زعيم الأمة العديد من المحطات التي ارتقي علي أثرها الشعب المصري من وراء القضبان إلي أول سلمات النور، فهو الزعيم المصري الذي ثار في وجه الاحتلال الإنجليزي طالباً حرية وطن بتفويض شعبي.
في نجومي المزيد من سير مشاهير السياسة، نقترح عليك مطالعة قصة حياة محمد علي باشا.
إذا أعجبتك هذه المقالة لا تنس مشاركة الرابط الخاص بها على صفحاتك في مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، جوجل بلاس..).
[…] نجومي المزيد من سير مشاهير السياسة، نقترح عليك مطالعة قصة حياة سعد زغلول […]