عبد الرحمن الجبرتي واسمه الكامل عبد الرحمن بن حسن برهان الدين الجبرتي، عالم، ومؤرخ مصري كبير، عاصر الحملة الفرنسية على مصر، والتي كانت من أسباب النهضة العربية ووصفها وصفا دقيقا.
ولد في العام 1754 ميلادي الموافق 1167 للهجرة في القاهرة في مصر، وفيها نشأ، ويعد من أصل هاشمي حيث أن أصوله تعود للجزيرة العربية، ولقد قدم جده من قرية جبرت في إريتريا واستقر في مصر.
والده حسن بن إبراهيم بن حسن كان من أهم أعلام الأزهر الشريف، ولقد بتنشئة ولده عبد الرحمن تنشئة دينية، وبدأ بتعليمه كافة أنواع العلوم الدينية وذلك بعد أن رأى فيه النباهة والذكاء.
استطاع في سن الحادية عشرة حفظ القرآن الكريم، كما أنه حفظ عددا كبيرا من الأحاديث الشريفة والروايات التي يرويها والده على الناس.
توفي والده وترك له علوما كثيرا وأموالا طائلة ساعدته على الدراسة في الجامع الأزهر، فدرس فيه علوم الفقه واللغة، وبعد أن تخرج منه عاد إلى خزانة والده وبدأ بقراءة كتب الفلك والهندسة والحساب منها.
بعد ذلك بدأ الشيخ عبد الرحمن الجبرتي بالتدريس في حلقة أقامها في الجامع الأزهر، ومن ثم بدأ رحلته في مدن مصر من أجل تأليف كتابه الشهير عجائب الآثار في التراجم والأخبار.
وفي العام 1798 دخلت الحملة الفرنسية مصر، وكان الجبرتي مذهولا من التطور الكبير لدى الفرنسيين، فبدأ بتسجيل أعمالهم، كما كان يقوم برصد تحركاتهم والتعليق على أفعالهم، وكان يسجل هذه الأمور بدقة كبيرة للغاية.
ولقد انقسمت ملاحظات الجبرتي حول الفرنسيين حول ملاحظات سياسية تحدث فيها عن طريقة الفرنسيين في الحكم، كما تحدث فيها عن أهدافهم من هذه الحملة، أما القسم الثاني من ملاحظاته فكانت الملاحظات الاجتماعية، وتحدث فيها عن مشاهدته وتجاربه الشخصية مع الفرنسيين، كما تحدث عن سلوك الفرنسيين ورغبتهم في إجراء التجارب واستخدام الأجهزة الحديثة والمتطورة.
ولقد أصبح هناك أواصر صداقة ما بين عبد الرحمن الجبرتي والفرنسيين حتى أنه أصبح عضوا في الديوان الوطني الذي أنشأه الجنرال مينو.
ولقد قام الشعب المصري باتهام الجبرتي بولائه للفرنسيين، بينما قام الفرنسيين بالتعصب ضد مظاهر الحياة الحديثة.
وبعد أن رحلت الحملة عن مصر، وحل محمد علي باشا محلها واصل هذا العالم رحلته في العمل والتأليف، ولكن مقتل ابنه خليل في العام 1237 للهجرة على يد محمد علي، وذلك بسبب رفضه لكتابة كتاب يمدحه فيه، جعله يدخل يتوقف عن الكتابة.
وبعد ذلك بدأ حزنه على ولده يزداد حتى كف بصره، وفي العام 1240 للهجرة الموافق 1822 توفي عبد الرحمن الجبرتي عن عمر يناهز تسعة وستين عاما متأثرا بحزنه على ولده، وبوفاته يسدل الستار على حياة أحد أعظم المؤرخين العرب.
أبرز أعماله:
عجائب الآثار في التراجم والأخبار ( تاريخ الجبرتي) .
إقرأ أيضاً: لسان الدين بن الخطيب – قصة حياة المؤرخ الأندلسي الكبير
[…] إقرأ أيضاً: عبد الرحمن الجبرتي – قصة حياة العالم والمؤرخ الكبير […]