داني بسترس راقصة استعراضية لبنانية مميزة، تعد من أمهر الراقصات الشرقيات في لبنان والوطن العربي، أنهت حياتها بشكل مفاجئ بعدما أقدمت على الانتحار لعدم قدرتها على تحمل صدمة وفاة ولدها الوحيد.
ولدت هذه الفنانة لعائلة لبنانية ارستقراطية ثرية، أحبت فن الرقص الشرقي منذ صغرها، لكن موهبتها جوبهت بالرفض القاطع من عائلتها، الأمر الذي أدى إلى حدوث مشاكل كبيرة بينهما، وافترقت في نهايتها عن أهلها.
بعد ذلك بدأت نجمتنا في عملها بشكل مستقل، حيث كانت ترى بأن هذا الفن يحتاج لأن يقدم بشكله الحقيقي، وساهمت في ارتقاء هذا الفن إلى مرحلة الإبداع الحقيقي.
تميزت نجمتنا بعدم رقصها بشكل منفرد، وذلك لأنها ترى أن هذا الفن يجب أن يكون ضمن عمل فني متكامل، لذلك فقد شاركت في لوحاتها الراقصة في عدد من المسرحيات، كما ظهرت في عدد من الحفلات مع الفنان الراحل ملحم بركات.
ولم تكتفِ نجمتنا بالرقص والتمثيل المسرحي، بل كانت لديها موهبة شعرية بارزة، ولقد قامت بكتابة عدد كبير من الأشعار باللغة الفرنسية، والقارئ لأشعارها يرى مسحة الحزن واضحة فيها، رغم الشهرة التي نالتها وحياة الترف التي كانت تعيشها.
عملت هذه الفنانة على المسرح لمدة سبع سنوات مع قناة lbc وكانت تمتلك موهبة كبيرة، وتجيد أداء أدوارها بدقة كبيرة.
اكتنف الغموض حياة داني بسترس حيث يراها الناس ترقص بسعادة بينما الواقع كان مخالفا لما يراه الناس، حيث كانت نجمتنا الراحلة ترقص لتعبر عن الألم الموجود في داخلها، وكأن فن الرقص هو الطريقة الوحيدة التي كانت تروح فيه عن نفسها، فقد عانت كثيرا من مقاطعة أهلها لها، وابتعادهم عنها نتيجة اختياراها لمجال الرقص الشرقي، بالإضافة إلى انفصالها عن زوجها الأول، ومرورها بأزمة عاطفية، ومن ثم جاءت وفاة ولدها الوحيد غرقا في أحد أحواض السباحة وهو في سن السابعة عشرة لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فكثر حزنها، وازدادت وحدتها، وحاولت الانتحار مرتين من خلال تناولها للأدوية.
وفي النهاية ارتبطت نجمتنا بشاب سعودي، وظلت على علاقة معه لمدة تسعة أشهر، حيث كانت تسكن معه في منزلها بمنطقة أدما الواقعة في جونيه في لبنان، لكن علاقتها معه لم تكن مستقرة، ولقد شهدت العديد من الاضطرابات والخلفات، حتى أنه ضربها، وقدمت بلاغا ضده قبل أن تتنازل عنه.
وكانت داني بسترس تشبه نفسها بالفنانة الفرنسية داليدا والتي انتحرت بعد أن عاشت حياة مأساوية، وكانت تردد في الفترة الأخيرة من حياتها:” أنا متعبة ولست أحسن من داليدا”.
وفي السادس والعشرين من كانون الأول ( ديسمبر) قررت داني بسترس وضع حد لحياتها فأقدمت على الانتحار وأطلقت النار على نفسها، وعلى الرغم من محاولة حبيبها السعودي إنقاذها إلا أن الموت كان أقرب، لتنتهي بذلك حياة فنانة الرقص الشرقي الأولى في لبنان بطريقة مأساوية، بعد أن عاشت حياة صعبة رغم الشهرة التي نالتها.
عام 2017 قامت الفنانة اللبنانية اليسا بتصوير فيديو كليب لأغنيتها عكس اللي شايفينها وجسدت بعض المشاهد من حياة هذه الراقصة بصورة إنسانية أثارت إعجاب الجمهور.
شاهد المزيد من أسرار داني بسترس في الفيديو الخاص بنا على يوتيوب
أكتب تعليقك ورأيك