محمد الفراتي – قصة حياة محمد الفراتي شاعر الفرات
محمد بن عطا الله بن محمود بن عبود والملقب بـ محمد الفراتي وذلك لأنه كان يوقع قصائده والتي أطلق عليها اسم المصريات بلقب الفراتي ، شاعر ، فيلسوف ، مترجم سوري من العصر الحديث ، عرف بوطنيته ، وناضل ضد الاحتلاليين العثماني والفرنسي .
ولد عام 1880 في مدينة دير الزور السورية الواقعة على ضفاف نهر الفرات ، وبدأ بتلقي العلم منذ صغره فالتحق بمدرسة الرشيدية ، أظهرا تفوقا ونبوغا على أقرانه الأمر الذي جعل معلميه يطلبوا من عائلته دعمه ، فاستجاب والده لطلبهم ، وقام بإرساله إلى الشيخ حسن الأزهري أحد أشهر شيوخ المدينة وأكثرهم علما في ذلك الوقت ، فنهل منه الفقه وعلوم اللغة ، بعد ذلك قام بمغادرة دير الزور نحو حلب لاستكمال علمه ، وفي حلب التقى بكبار علمائها ، ودرس تحت أيديهم ، واستمرت رحلته في تحصيل العلم ، فرحل نحو بيروت ، وقضى بها مدة من الزمن قبل أن يستكمل رحلته نحو القاهرة ، وخلال طريقه مر بيافا وبور سعيد ، وفي العام 1911 استقر به الحال في القاهر ة فدرس في جامعة الأزهر ، ونهل من شيوخ مصر وعلمائها ، ظل على هذه الحال إلى أن انطلقت الثورة العربية الكبرى من الحجاز فانضم إليه وأصبح يخطب بالجيش ويؤلف الشعر الحماسي ، فهو لم يكن يقاتل لضعف بصره ، وبعد رأى أن الثورة خالفت مبادئها تركها وانضم لثورة سعد زغلول في مصر عام 1919 ، وفي نفس العام دخل الإنكليز مدينته دير الزور فعاد إليها وساهم في تخليص المدينة من الإنكليز رغم ملاحقتهم له ، وفي العام 1920 احتل الفرنسيون المدينة ، واستقر فيها وتزوج من عائشة حمد العبدالله وأنجب منها تسعة أبناء .
أثناء الاحتلال الفرنسي لمدينته قام الفراتي ببناء المدراس ونشر التعليم ، ومحاولة القضاء على الأمية ، وعندما تم افتتاح ثانوية التجهيز الثانوية الأولى في المدينة قام الفراتي بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية فيها .
وانضم الفراتي للثورة السورية الكبرى التي انطلقت ضد الاحتلال الفرنسي من جبل العرب ، وجعل من مدينة دير الزور بركانا من الغضب على الفرنسيين ، ولقد دفع الفراتي ثمن هذا التحريض حيث فصل من وظيفته ، ولاحقته سلطات الاحتلال الفرنسي فرحل نحو العراق ، بعد ذلك رحل نحو البحرين وقام بتدريس اللغة العربية فيها ، وبعد أن هدأت الأحوال في سوريا عاد نحو دير الزور في العام 1930 .
وبعد عودته إلى سوريا استمر في التدريس والنضال إلى نالت سوريا استقلالها ، وكان شاعرا قوميا فهزته نكبة فلسطين عام 1948 ، وتأثر بالنكسة عام 1967 ، فدعا العرب في شعره لإنقاذ فلسطين .
كان الفراتي يدعو في شعره إلى النضال ضد الاحتلال فهو عاصر الاحتلال العثماني والفرنسي ، وكان في شعره يدعو إلى نشر العلم والتخلص من الجهل والأمية لكي يتطور المجتمع ، ويواكب التطور الحضاري الغربي .
كما كان الفراتي يجيد اللغة العربية ، التركية ، الفارسية الأمر الذي ساعده على ترجمة عدد من الكتب والأشعار من تلك اللغات إلى العربية .
عاش الفراتي عمرا مديدا وتم تكريمه من قبل اتحاد الكتاب العرب عام 1976 ، وفي السابع عشر من حزيران ( يونيو) توفي في مدينة دير الزور عن عمر يناهز ثمانية وتسعين عاما ، ودفن فيها لتنتهي بذلك حياته الطويلة والتي قضاها بالنضال ونشر العلم .
إقرأ في نجومي أيضاً: فدوى طوقان – قصة حياة فدوى طوقان شاعرة فلسطين
الللة يرحمه ويجعل مثواه الجنة
شكرا على المعلومات المفيده جدا والجميلة والرحمة لروحه