خير الدين الزركلي – قصة حياة خير الدين الزركلي المؤرخ السوري الكبير
خير الدين الزركلي
المؤرخ الكبير
خير الدين بن محمود بن محمد علي بن فارس الزركلي كاتب وشاعر ومؤرخ سوري من أصل كردي ، ولد في الخامس والعشرين من حزيران ( يونيو ) عام 1893 في مدينة بيروت ، ثم عاد مع والده إلى دمشق وهو صغير حيث كان والده تاجرا من تجار الشام الأمر الذي جعله يحيا طفولة جيدة تلقى فيها تعليما منظما على الرغم من وفاة والده وهو في سن السابعة ، فعشق الأدب وقام بنظم الشعر من صغره ، ودرس في المدرسة الهاشمية ثم قام بالتدريس فيها .
بعدها انتقل الزركلي إلى بيروت والتحق بالكلية العلمانية ليدرس الأدب الفرنسي ، وبعد نال الشهادة الجامعية قام بتدريس التاريخ والأدب العربي في ذات الكلية .
التحق الزركلي عام 1916 بخدمة الجيش لمدة ستة أشهر ثم اختفى بعدها ، لكن تهديد جمال باشا السفاح بالقتل لكل من فر من الجيش جعله يعود ويمدحه في عدة قصائد فقام السفاح بإعفائه من الخدمة .
بدأ بالعمل في مجال الصحافة في سن مبكرة ففي عام 1912 أصدر صحيفة الأصمعي الأسبوعية ، لكن الحكومة العثمانية قامت بمصادرتها ، وفي العام 1918 أنشأ صحيفة لسان العرب مع صديقه إبراهيم حلمي ، وفي العام 1920 أصدر صحيفة المفيد بالشراكة مع يوسف حيدر ، هاجم فيها الانتداب الفرنسي واستمرت حتى دخول الفرنسيين إلى سوريا ، فتوقفت وغادر الزركلي دمشق باتجاه القاهرة والتي وصل إليها في العاشر من آب ( أغسطس ) 1920 ، وأصدرت السلطات الفرنسية عليه حكما غيابيا بالإعدام ، نظرا لمواقفه المناهضة للاحتلال الفرنسي .
وبعد أن أقام فترة في القاهرة دعاه الشريف حسين إلى القدوم إلى الحجاز ، وعندما وصل الحجاز قام بتأليف كتاب ( ما رأيت وما سمعت ) وصف خلاله رحلته إلى الحجاز .
وغادر الحجاز باتجاه عمان بناء على طلب الشريف حسين ، فعمل مفتشا ، ورئيسا لديوان حكومة شرق الأردن ، وبقي في عمان حتى عام 1923 .
ثم عاد إلى القاهرة وأنشأ المطبعة العربية وطبع فيها عدد كبير من كتب التراث العربي ، بعدها قام بإصدار جريدة الحياة في القدس وذلك عام 1930 ، لكن سلطات الاحتلال أوقفتها .
نال الجنسية السعودية في العام 1934 كما عينه الملك عبد العزيز مستشار في الوكالة العربية في السعودية ، وفي العام 1946 عمل في وزارة الخارجية في جدة ، كما عمل في الوقت ذاته في جامعة الدول العربية .
هذا الاستقرار الذي أحاط بحياته جعله يتفرغ لإثراء كتابه الأعلام ، فصدرت الطبعة الثانية منه في عشرة مجلدات .
عمل كسفيرا للسعودية في المغرب ، وخلال هذه الفترة أغنى كتابه الأعلام بتراجم الأعلام المغاربة .
وفي العام 1963 شعر الزركلي بالإرهاق فطلب من الملك عبد العزيز أن يحيله إلى التقاعد ، لكن الملك رفض الأمر وقام بمنحه إجازة مفتوحة، فرحل إلى بيروت وبدأ بتأليف كتاب شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز ، وقضى أيامه متنقلا بين دمشق وبيروت ومصر ، لكن المرض تمكن منه وانخفضت دقات قلبه إلى دون المعدل الطبيعي ، فرحل من دمشق نحو القاهرة ليمضي باقي أيامه بجوار أبنائه ، وفي أواخر تشرين الثاني أدخل الزركلي مشفى المعادي في القاهرة وفي الخامس والعشرين من تشرين الثاني ( نوفمبر ) توفي الزركلي ودفن في القاهرة ، لتطوى بذلك حياة علم من أعلام الثقافة العربية في العصر الحديث .
أبرز أعماله :
الأعلام .
ديوان الزركلي في جزأين .
الوجيز في سيرة الملك عبد العزيز .
عامان في عمان .
ما رأيت وما سمعت .
شبه الجزيرة في عهد الملك عبد العزيز .
مجدولين والشاعر .
الملك عبد العزيز في ذمة التاريخ .
وفاء العرب ( تمثيلية نثرية ) .
صفحة مجهولة من تاريخ سوريا في العصر الفاطمي .
إقرأ في نجومي أيضاً: إلياس فرحات – قصة حياة إلياس فرحات شاعر العروبة اللبناني
أكتب تعليقك ورأيك