جميلة بوحيرد – قصة حياة جميلة بوحيرد المناضلة الجزائرية التي دخلت التاريخ
نادرًا ما تحدث ثورة عالمية تهتز لها شعوب الكرة الأرضية من الشرق وإلى الغرب، ولكن ذلك لم يكن صعبًا على المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد ، التي اكتسبت حب العرب وتقدير الغرب حتى بعض الفرنسيين الذين نقموا على سياسات بلدهم الاستعمارية وخرجوا ينادون باسمها ويعلنون رفضهم حُكم المحكمة الصورية بإعدامها.
وبعد الحكم بإعدامها انهالت على السكرتير العام للأمم المتحدة آنذاك، داغ همرشولد، بطاقات اعتراض من كل أنحاء العالم تقول “انقذ جميلة”، وكانت النتيجة مُذلّة للاستعمار الفرنسي، الذي أجبر على تأجيل تنفيذ إعدامها ونقلها إلى سجن ريمس.
ولدت جميلة بوحيرد مثل غيرها من الجزائريات في حي القصبة الفقير العام 1935، ولم تكن في البداية تميل إلى الشؤون السياسية بل اهتمت بتعليمها ودراسة فنون الأزياء والخياطة، وكانت تعشق الموسيقى والرقص الكلاسيكي وركوب الخيل، ولكنها استدارت سريعًا إلى وطنها الأسير، فهتفت ذات يوم في مدرستها “أمي الجزائر” عكس ما كان سائدًا بقول الطالبات “أمي فرنسا”، فعاقبها الناظر الفرنسي بشدة ما فجَّر لديها الميول الثورية الحرّة.
وبعد ذلك التحقت بجبهة التحرير الوطني الجزائري، عند اندلاع الثورة الجزائرية العام 1954، وتطوعت لزرع القنابل وشاركت في الكثير من الأعمال الفدائية، حتى أصبحت العدو الأول للفرنسيين، ولكنها سقطت أثناء توصيل رسالة من قائد الجبل في الجبهة إلى مندوب القيادة في المدينة البطل ياسيف السعدي، وتلقت رصاصة فرنسية غادرة في كتفها الأيسر ثم أفاقت داخل المستشفى الفرنسي العسكري.
دخلت جميلة بوحيرد في حلقة مفرغة من التعذيب النفسي والبدني باستخدام النار والتيار الكهربائي وغير ذلك من الأمور التي تفنَّن فيها الاحتلال، ولم تستطع المقاومة فأصيبت بنزيف لمدة خمسة عشر يومًا، حتى فرغ صبر الفرنسيين فقدموها لمحاكمة صورية العام 1957.
ومن باريس جاءها ملاك الرحمة المحامي جاك فيرجيس، الذي كان مؤمناً ببراءتها وبحق الجزائريين في الحرية والانتصار لبلدهم، وحاول بكل جهده للحصول على حُكم مخفف ولكنه فشل بالطبع وحُكم عليها بالإعدام، فقاد فيرجيس حملة دولية واسعة لإنقاذ جميلة بوحيرد، وبعد الضغوط الدولية على باريس تم تأجيل التنفيذ ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة.
وبعد ثلاث سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك ثلاثة أعوام أخرى، حتى أطلق سراحها مع بقية زملائها العام 1962 بعد تحرير الجزائر، وتزوجت محاميها النبيل جاك فيرجيس بعد أن أشهر إسلامه وأصبح اسمه “منصور”.
تولّت المجاهدة الجزائرية بعد تحررها رئاسة اتحاد المرأة الجزائري، لكنها اضطرت للنضال مجددًا في سبيل كل قرار أو إجراء تتخذه؛ لخلافها مع السطة التنفيذية في البلاد آنذاك، لاسيما الرئيس أحمد بن بلة، وقبل مرور عامين قررت اعتزال المعترك السياسي والتفرغ لحياتها الخاصة.
إقرأ في نجومي أيضاً: حمورابي – قصة حياة حمورابي ملك بابل وكاتب شريعة حمورابي
[…] […]
[…] […]