يعتبر المدربان البرتغالي جوزيه مورينيو والإسباني بيب غوارديولا من أشهر مدربين كرة القدم ، إن لم يكونوا الأشهر على الإطلاق.
في مقالنا هذا سوف نتحدث عن أسباب العداوة التاريخية بين أسطورتي التدريب وبعض الأرقام من مواجهاتهما المباشرة.
مورينيو وغوارديولا … المنافسة الأشهر في عالم التدريب
لا يعلم الكثير عن بداية مورينو ، مورينيو قبل أن ينتقل لعالم التدريب كان يعمل في نادي برشلونة ، نعم في نادي برشلونة والأمر الأكثر غرابة أن مورينو وغوارديولا كانت تربطهم علاقة قوية ، ليست مجرد علاقة زملاء بالعمل بل كانوا أصدقاء فعلاً.
كان مورينو في برشلونة يعمل كمترجم شخص للمدرب بوبي روبسون في عام 1996 ، قضى مورينو قرابة ال4 سنوات في برشلونة، تمكن من خلالها من تعلم الكثير من الامور التكتيكية من أجل أن يبدأ مسيرته في عالم التدريب.
بدأ مورينيو مسيرته التدريبة في عام 2002 مع نادي بورتو البرتغالي ، وحقق معهم الكثير من الإنجازات وأبرزها دوري أبطال أوروبا في عام 2004، ليصنف مورينو على أنه أحد أفضل المدربين في العالم حينها.
في الموسم التالي انتقل جوزيه مورينيو إلى نادي تشيلسي الإنكليزي وحقق معه العديد من الألقاب كان أبرزها لقبين الدوري الإنكليزي ، وبسبب مشاكل مع مالك النادي الإنكليزي رومان أبراموفيتش غادر مورينيو في موسم 2007.
في منتصف عام 2008 قرر نادي برشلونة تغيير مدربه الهولندي فرانك ريكارد وتعيين مدرب جديد.
الجميع حينها اعتقد من أن المدرب البرتغالي هو من سيتولى تدريب برشلونة ، نظراً للإنجازات التي كان قد حققها كمدرب لناديي بورتو وتشيلسي ، ولأن مورينيو كان أفضل المدربين المتاحين لبرشلونة حينها ، دون نسيان أنه كان قد عمل بالنادي مسبقاً.
كان بيب غوارديولا حينها متولي مهمة التدريب في نادي الشباب لبرشلونة ، ولم يكن يمتلك أي إنجازات تذكر في عالم التدريب.
بداية الصراع الحقيقي والكراهية بين المدربين كانت منذ هذا الموسم ، حين قرر نادي برشلونة تعيين بيب غوارديولا مدرباً للفريق متجاهلين تماماً جوزيه مورينيو وإنجازاته.
حتى أن مورينيو بدأ يشعر بالكراهية تجاه النادي الكتالوني نفسه.
وهنا مورينيو انتقل إلى نادي أنتر ميلانو الإيطالي.
استغل غوارديولا قرار برشلونة بتعيينه مدرباً جديداً للنادي أحسن استغلال ، بدأ يطبق أفكاره واسلوبه المميزين حتى تمكن غوارديولا في أول موسم له بالفوز بالثلاثية التاريخية لبرشلونة.
و أصبح بيب غوارديولا أصغر مدرب يفوز بدوري أبطال أوروبا حينها.
في الموسم التالي تمكن غوارديولا و برشلونة من الفوز بكأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية ليصل رصيد بيب إلى ستة ألقاب في ست مسابقات في سنة واحدة فقط.
بداية المواجهات بين مورينيو وغوارديولا
في موسم 2010 وفي نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ، كانت أول مواجهة تجمع المدربان مورينيو وغوارديولا.
تمكن مورينيو وناديه أنتر ميلانو من الفوز ذهاباً على غوارديولا والبارسا بنتيجة (3_1).
أما لقاء الإياب انتهى لصالح بيب وفريقه بنتيجة (1_0) ، ليتأهل الانتر إلى النهائي مستفيداً من فوزه ذهاباً.
ليتوج وقتها موينيو بثاني لقب في دوري الأبطال عبر تاريخه بعد هزيمة نادي بايرن ميونخ الألماني (2_0).
في موسم 2011 كانت بداية أعظم فترة تنافسية في التاريخ لمدربين ، حين قرر فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد التعاقد مع مورينيو كمدرب للنادي الملكي خلفاً للتشيلي مانويل بيليجريني.
الكلاسيكو بعصر مورينيو وغوارديولا
في وقت سابق، كان الكلاسيكو يصنف بأنه أقوى مباراة كرة قدم حينها، نظراً للقاعدة الجماهرية التي يمتلكها ريال مدريد وبرشلونة، ووجود أعظم اللاعبين في العالم في الفريقين.
برشلونة يمتلك الأرجنتيني ليونيل ميسي والريال يمتلك البرتغالي كريستيانو رونالدو ، وعلى صعيد المدربين برشلونة يمتلك بيب غوارديولا والريال يمتلك جوزيه مورينيو.
ليس ذلك وحسب بل إن لكن فريق اسلوب لعب يختلف كلياً عن الآخر ، برشلونة وبيب يستخدما اسلوب الاستحواذ أو بما يعرف بالتيكي تاكا.
أما على الطرف الآخر فإن البرتغالي مورينو والريال يستخدمون اسلوب المرتدة السريعة والمميزة جداً للريال ذلك الوقت.
في هذا الموسم شاءت الأقدار أن يلعب الكلاسيكو 5 مرات ، مرتين في الدوري الإسباني ، ومرتين في دوري أبطال أوروبا، ومرة واحدة في نهائي كأس ملك إسبانيا.
أول مباراة كلاسيكو لمورينيو مع الريال كان في الدوري الإسباني وانتهت بنتيجة مفاجئة جداً ، برشلونة بيب يكتسح الريال بخماسية نظيفة.
أما لقاء الإياب فانتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله ، كان قد سجل رونالدو للريال وميسي لبرشلونة.
في دوري الأبطال تمكن برشلونة من إخراج الريال من نصف النهائي وذلك بتفوقه ذهاباً (2_0) والتعادل إياباً (1-1).
وهكذا يكون بيب قد انتقم من مورينيو على ما فعله به في الموسم الماضي.
قبل الخروج من الأبطال توج مورينيو والريال بكأس الملك برأسية رونالدو بالنهائي ، ليكون قد حرم برشلونة من ثلاثية اخرى.
في الموسم التالي أي موسم 2012 ، تمكن مورينو من التتويج بلقب الليغا التاريخي مع الريال.
حقق الليغا ب 100 نقطة وحقق أفضل رقم هجومي (121) هدف.
بالحديث عن المواجهات المباشرة في ذلك الموسم ، في الدوري الإسباني حقق برشلونة الانتصار ذهاباً (3_1)، ومباراة الإياب انتهت بتفوق الريال بهدفين لهدف.
أما في كأس الملك فقد تقابلا الفريقين في دور ربع النهائي ، تفوق برشلونة ذهاباً (2_1) ، وانتهى لقاء الإياب بالتعادل (2_2) ، ليواصل غوارديولا وفريقه المشوار في البطولة والتتويج بها.
كما تقابلا في نفس الموسم في كأس السوبر الإسباني، وتوج غوارديولا وبرشلونة على حساب مورينو والريال بالبطولة.
(5-4) كان مجموع المباراتين ، حيث انتهى اللقاء الأول (2_2) ، ولقاء الإياب (3_2) للبرشا.
الصراع ما بعد إسبانيا
في نهاية موسم 2012 قرر المدرب الإسباني بيب غوارديولا مغادرة نادي برشلونة وذلك بعدما حقق معه 14 بطولة.
أما مورينيو فبقي موسماً آخر مع الريال ليخرج بعدها في نهاية موسم 2013.
اتجه غوارديولا إلى بايرن ميونخ الألماني ليشرف على النادي بداية من موسم 2013_2014.
ولم يحصل أي مواجهة بين هذا الثنائي في عدة مواسم متتالية ، كون مورينيو عاد إلى تشيلسي مرة اخرى.
حقق المدربان حينها العديد من الإنجازات على المستوى المحلي ، لكن على المستوى الأوروبي لم ينجح أي منهما من تحقيق شيء.
وفي موسم 2016_2017 تجدد الصراع بين مورينيو وغوارديولا ، حيث تمت إقالة مورينيو من تشيلسي والتوقيع مع مانشستر يونايتد ،وفي الوقت ذاته أعلن مانشستر سيتي التعاقد مع غوارديولا.
غوارديولا في موسمه الأول مع السيتي لم يتمكن من تحقيق ألقاب، في حين أن مورينيو تمكن من تحقيق الدوري الأوروبي.
في موسم 2017_2018 ومنذ ذلك الحين تمكن غوارديولا من السيطرة على الدوري الإنكليزي ، إذا حقق اللقب في 5 مواسم من أصل 6 ، كان أولها في هذا الموسم ، أما مورينيو فقد حل وصيفاً.
بدأت مسيرة مورينو بالتراجع مع اليونايتد وتعرض للطرد ، ثم انتقل مورينيو إلى نادي توتنهام الإنكليزي ولم يحقق معهم أي بطولة تذكر.
مع تراجع مستوى مورينيو ، فإن غوارديولا كان يقدم إبداع كروي لا مثيل له ، وأصبح المان سيتي نادي مرعب للجميع تحت قيادته.
من توتنهام انتقل مورينيو إلى نادي روما الإيطالي ، لينتهي بعدها الصراع المباشر بينه وبين غوارديولا.
لكن لم ينتهي الصراع بشكل كلي ، إذ أن مورينيو استطاع احراز أول لقب في بطولة دوري المؤتمرات الأوروبي ليصبح أول مدرب في العالم يحقق 3 بطولات أوروبية مختلفة ومع أندية مختلفة.
وفي الموسم الحالي استطاع مورينيو الوصول مع روما إلى ثاني نهائي أوروبي على التوالي مع روما ، لكنه لم يتوج به عقب الخسارة من نادي إشبيلية الإسباني.
أما الفيلسوف غوارديولا تمكن أخيراً من إحراز أول لقب أوروبي له خارج برشلونة ، وأول لقب دوري أبطال لمانشستر سيتي في موسم مميز حقق به الثلاثية التاريخية أيضاً لأول مرة في تاريخ السيتي.
وبهذا نكون وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي تناولنا به قصة صراع اثنين من أعظم المدربين في التاريخ.
اقرأ أيضاً: أبرز المدربين في عالم كرة القدم
أكتب تعليقك ورأيك