لم تعد كرة القدم كما كانت في السابق ، كرة القدم الآن تتحول إلى لعبة أموال ، والأندية التي تمتلك المال الأوفر أصبحت مرغوبة أكثر من الأندية التي تمتلك العراقة والتاريخ.
حيث أصبحت هذه الأندية عبارة عن مؤسسات أو أنشطة اقتصادية تهدف إلى زيادة أرباحها بحجة ممارسة كرة القدم.
أما اللاعبون فأصبحوا كالسلع تماماً تشترى وتباع بأسعار زهيدة أو رخيصة الثمن.
لا يقتصر الأمر على بعض الأندية ، فالإتحادات القارية والعالمية تتحول الآن إلى منظمات اقتصادية تحت غطاء رياضي.
الوفاء في كرة القدم
أصبح الوفاء والانتماء في كرة القدم عبارة عن عملة نادرة وخاصةً في عصرنا هذا منذ أن بدأ الاستثمار في عالم الكرة.
يوجد الكثير من اللاعبين الذين تخلوا عن وفائهم لأنديتهم التي برزوا وتألقوا فيها من أجل دخل مادي أكثر، أو ربما من أجل البحث عن ألقاب أكثر يستطيعون عبرها أن يرسموا المجد الشخصي لهم مستقبلاً.
بالطبع من ينتقل من ناديه إلى نادي آخر بحثاً عن الألقاب فهو حق مشروع ، لكن هنا تظهر لنا قيمة اللاعبين الأوفياء حقاً الذين فضلوا الوفاء على الذهاب من أجل بعض الألقاب.
لا يرتبط مفهوم الوفاء بمفهوم المدة التي قضاها اللاعب في النادي، ولا حتى بتقبيل الشعار عند تسجيل الأهداف ، ما الفائدة من ذلك عندما تكون في نادي يقدم لك الألقاب والبطولات والأموال؟.
الوفاء يكون عندما تبقى في ناديك وهو في أحلك الظروف وأصعبها ، يوجد الكثير من رموز الوفاء في كرة القدم سنذكر لكم بعضها.
بالحديث عن الوفاء في زمننا الحالي لابد أن نذكر الألماني ماركو رويس لاعب بوروسيا دورتموند.
على الرغم من أن رويس انتقل من نادي بوروسيا مونشنغلادباخ إلى دورتموند إلا أنه يعتبر اسطورة الوفاء لهذا النادي.
انضم رويس إلى دورتموند عام 2012 ولم يغادره إلى يومنا هذا رافضاً الكثير من العروض الأوروبية.
أما سابقاً فقدم اللاعبين الإيطاليين دروساً في الوفاء ، فمثلاً تخيل أن تكون بطل العالم مع منتخب بلادك وفجأة يهبط ناديك إلى الدرجة الأدنى من دون أن يكون لك يد في ذلك ثم تقرر أن تبقى معه، ولا تتركه في محنته.
هذا ماحدث مع النجم الإيطالي اليساندرو ديل بييرو ، الذي قضى 19 عاماً في صفوف جوفنتوس حتى أصبح الهداف التاريخي للنادي برصيد 289 هدفاً، كما إنه عميد لاعبي البيانكونيري برصيد 705 مباراة في مختلف المسابقات.
ننتقل للحديث عن إيطالي آخر وهو باولو مالديني.
قضى بالولو قرابة الربع قرن في قلعة سان سيرو توج فيها بالعديد من الألقاب أبرزها دوري أبطال أوروبا 5 مرات، تكريماً لذلك قررت إدارة ميلان تجميد رقم 3 وهو رقم القميص الذي كان يحمله مالديني حتى اعتزاله، ولن يتم اعطائه لأي لاعب سوى أحد أبنائه.
بالحديث عن الوفاء فلا يمكننا أبداً نسيان ملك روما فرانشيسكو توتي.
أكد توتي في تصريحات اعلامية انه رفض الكثير من العروض المغرية للرحيل عن قلعة الأوليمبيكو، أبرزها كان من نادي ريال مدريد، حتى أن توتي أعلن اعتزاله اللعب دولياً مع منتخب إيطاليا حتى يتفرغ للتركيز مع روما الذي قضى معه قرابة ربع قرن.
من إيطاليا ننتقل للحديث عن لاعب إسباني يعتبر أحد رموز الوفاء أيضاً ، بالطبع إننا نتحدث عن راؤول غونزاليس اللاعب السابق لريال مدريد الإسباني.
على الرغم من أن راؤول لعب عامين للجار أتلتيكو ، إلا أنه بقيّ لاعب للريال قرابة ال16 عام ، تمكن من خلالها من كسب قلوب جميع جماهير النادي الملكي.
يعتبر راؤول ثاني أفضل هداف في تاريخ النادي برصيد 323 هدفاً، وهو اللاعب الأكثر مشاركة في تاريخ النادي، مع 741 مباراة.
بالطبع يوجد الكثير من اللاعبين الأوفياء في كرة القدم ولا يمكننا الحديث عنهم جميعاً في مقالنا هذا , لكن هؤلاء اللاعبين هم أبرز اللاعبين الأوفياء في عالم كرة القدم.
الآن وبعد هبوط نادي ليستر سيتي للدرجة الأدنى في الدوري الإنكليزي، هل سيتمكن المهاجم الإنكليزي جيمي فاردي من الإنضمام لقائمة اللاعبين الأوفياء؟
اقرأ أيضاً: العنصرية في كرة القدم
أكتب تعليقك ورأيك