ولد سليم موسى العشي المعروف بلقبه الدكتور داهش في مدينة بيت لحم في فلسطين بتاريخ 1909م، وقد اشتهر بعد تأسيسه في عام 1942م الديانة الداهشية أو المذهب الداهشي، كما عرف عنه اهتمامه بالثقافة حتى انه ألف الكثير من الكتب، وأسس دار للنشر باللغتين العربية والإنجليزية اسماها “صوت داهش”، بالإضافة الى شهرته بالرسوم الفنية وجمع التحف التي دفعته الى تأسيس “متحف داهش للفنون”.
حياة دكتور داهش الشخصية:
كانت الطائفة المسيحية السريانية هي الديانة التي تحملها عائلته، وقد هاجر والده موسى العشي ووالدته شموني حموش الى مناطق العراق الى فلسطين قبل ولادته بثلاث سنوات، وبعد ولادة سليم انتقلت العائلة الى حيفا، ثمّ الى بيروت سنة 1911م، وقد منح أفراد الأسرة الجنسية اللبنانية بعد عدة أعوام.
على الرغم من أن سليم موسى العشي لم يدخل الى المدرسة إلا بضعة أشهر، لكنه عوّض عن ذلك بنهمه الكبير على قراءة الكثير من الكتب التاريخية والأدبية والنفسية، وهذا ما مكّنه لاحقاً من تأليف ما يقارب المائة وخمسين كتاباً، تناول من خلالها العديد من المواضيع الفكرية والأدبية، كما أن مكتبته التي أسسها احتوت على أكثر من ربع مليون كتاب من مختلف المواضيع التي يهتم بها.
اسم الدكتور داهش:
أسس سليم العشي المذهب الداهشي أو الديانة الداهشية، الذي جمع فيه ما يعتقده من خلاصة ما أنزل الله عزّ وجلّ على أنبيائه من مختلف الأديان، مع إنكاره لبعض الطقوس في الدين المسيحي مثل (سر الاعتراف المقدس) التي يعتقد أنها بعيدة عن المسيح عليه السلام، وأن بعض رجال الدين ابتكروها لأسباب ومصالح شخصية.
منذ أن بلغ نجمنا في هذا المقال العشرين من عمره، كان عدد من الاتباع والمثقفين يلتفون حوله، ويقتنعون بأفكاره ويتتلمذون تحت يديه، ومنهم مجموعة من المثقفين المعروفين كالوجيه توفيق العسراوي (الذي وزع كل ما يملك للفقراء ومات فقيراً بأحد الكهوف في مدينة البتراء الاردنية)والشاعر مطلق عبد الخالق.
قرر هذا الشاب العجيب الذي كان له بعض أمور السحر الغريبة التي لم يعرف تفسيرها حتى الآن أن يغيّر اسمه سليم موسى العشي، واختيار اسم يكون الاسم الروحي له، فقام كل واحد من تلاميذه باختيار اسم وكتبه على قصاصة ورقية تمت تغطيتها، وإجراء قرعة عليها بسحب سليم ورقة منها فكانت الورقة المختارة باسم داهش، ليعرف منذ ذلك العام باسم داهش.
الهجرة الى الولايات المتحدة الامريكية:
شهد عام 1942 على إعلان دكتور داهش رسالته الروحية التي تدعو الناس للأخذ بجوهر الأديان والابتعاد عن المظاهر الوثنية أو القشور، وأن يكونوا أخوة بالإنسانية بعيداً عن التعصب العرقي أو القومي والى الكثير من الامور الاخرى الروحية، وقد لاقت الديانة الداهشية أو المذهب الداهشي قبول واسع في لبنان، واتبعها الكثير من الأشخاص وأغلبهم من الوجهاء والمثقفين والأطباء والمحامين والأدباء، ولكن بمقابل ذلك حاول عدد كبير من أصحاب السلطة محاربته، فاضطهد بعهد الرئيس بشارة الخوري وسجن دون محاكمة، ثمّ تمّ ابعاده الى حلب السورية وسحبت منه الجنسية اللبنانية، قبل أن تعاد اليه الجنسية في عام 1953ويلغى قانون إبعاده فعاد الى لبنان وجمع حوله الكثير من الأتباع والمؤيدين، لكنه هاجر الى الولايات المتحدة وأوروبا عام 1975 بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، ليتوفى في الولايات المتحدة بتاريخ 9 أبريل 1984.
نيله شهادة الدكتوراه:
عمت شهرة وأسحار سليم موسى العشي بجميع دول العالم لما قام به من معجزات كبيرة، فقامت جمعية المباحث النفسية باستضافته ليريهم إحدى معجزاته، فقام بما اسماه “آية النبي يونس” حيث دفن حياً في نهر السين داخل صندوق حديدي محكم الإغلاق وتحت حراسة مشددة، ليبقى مدفوناً مدة اسبوع كامل (7 أيام)، خرج بعدها بكامل صحته متبسم الوجه، ونتيجة لمعجزته الغريبة منحته “الجمعية النفسية الدولية” شهادة بالعلوم النفسية، كما منحه معهد “ساج” الإنجليزي ومقره باريس شهادة الدكتوراه في سنة 1930م، وهذا ما جعل داهش يعرف باسم دكتور داهش.
إقرأ أيضاً: أوشو – قصة حياة أوشو الفيلسوف الهندي الملقب بالمعلم الكبير
أكتب تعليقك ورأيك