أدباء

عبد الرحمن الشرقاوي – قصة حياة الأديب والشاعر والمفكر الإسلامي المصري الراحل

عبد الرحمن الشرقاوي
عبد الرحمن الشرقاوي

ولد الراحل عبد الرحمن الشرقاوي في قرية الدلاتون بمحافظة المنوفية الواقعة شمال مدينة القاهرة ، وقد اشتهر بعدة مجالات كونه أديب وشاعر ومؤلف روائي ومسرحي وصحافي ومفكر إسلامي صاحب أفكار فريدة ، كما أنه من أكبر رواد حركة التجديد الشعري العربية ، ومن النقاد الثقافيين المصريين الكبار وأحد أهم روّاد الاتجاه الواقعي الاجتماعي النقدي.

بعد أن تلقى تعليمه الأولي في كتّاب قريته ، أكمل دراسته الأولى والمتوسطة في مدارس الدولة المصرية ، ثمّ دخل الى جامعة فؤاد الأول وتخرج من كلية الحقوق فيها عام 1943م.

كان من أصحاب الفكر والكلمة الحرة فتعرض للسجن مرتين الأولى في قريته عندما واجه الانجليز مع رفاقه بهتاف “الله حي ..سعد جي” ، والثانية في عام 1947مع مائة شخصية أخرى هاجموا الإنجليز ودعوا الى تحرير مصر من الاحتلال البريطاني.

عبد الرحمن الشرقاوي

عبد الرحمن الشرقاوي

مسيرة عبد الرحمن الشرقاوي المهنية:

بعد تخرجه من كلية الحقوق دخل الحياة العملية كمحامي ، لكنه لم يستمر بهذا المجال كثيراً فاتجه للعمل بالصحافة وأصبح كاتباً في مجلة الطليعة ، لينتقل للعمل بعد ذلك في مجلة الفجر ، وبعد ثورة 23 يوليو عام 1952 عمل في جريدة الشعب ثمّ في جريدة الجمهورية.

كانت نجاحاته السبب الرئيسي في توليه منصب رئيس التحرير في مجلة روز اليوسف المعروفة ، كما عمل بعد ذلك في جريدة الأهرام المصرية ، بالإضافة الى توليه العديد من المناصب الأخرى ، فتولى منصب سكرتير منظمة التضامن الأسيوي والافريقي وأمين المجلس الاعلى للآداب والفنون.

كان عبد الرحمن الشرقاوي سباقاً في استخدام الشعر الحديث بالمسرحيات الشعرية العربية ، كما أن عمله بالشأن السياسي الاجتماعي العام ، جعل تأثيره يتضاعف على المناخ الفكري والثقافي والسياسي ليس في مصر فقط بل بالعالم عربي عموماً.

أشهر أعمال عبد الرحمن الشرقاوي:

كان تأثره كبيراً بنشأته وبالحياة الريفية التي عاشها والتي كانت أهم مصدر لإلهامه ، وقد انعكس هذا الإلهام على روايته الأولى “الأرض” التي كتبها عام 1954 وأظهرت إبداعه الأدبي الكبير ، وتحولت الى إحدى روائع السينما العربية بعد ان قام المخرج المصري العالمي يوسف شاهين في عام 1970 بإخراج فيلم سينمائي عن هذه القصة يحمل نفس الاسم “الأرض”، ومن رواياته المعروفة كذلك “قلوب خالية” التي طبعت عام 1956 ورواية “الشوارع الخلفية” التي صدرت عام 1958 ، ثمّ رواية “الفلاح” التي أصدرها عام 1967.

وعلى الصعيد المسرحي فإن له عدة أعمال وكتابات ناجحة للغاية ومنها (الحسين ثائراً وشهيداً- الفتى مهران – النسر الأحمر – أحمد عرابي – وطني عكا ) ، كما كتب مسرحية عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد عنوانها “مأساة جميلة”.

وفي مجال الكتابات والتراجم الإسلامية فقد كان عبد الرحمن الشرقاوي أحد المشاركين في كتابة سيناريو الفيلم الشهير “الرسالة” وفي فيلم “الناصر صلاح الدين” ، كما كان له عدة كتابات منها “محمد رسول الحرية” الذي أثار أزمة بينه وبين علماء الأزهر ، بالإضافة الى كتب (علي إمام المتقين – الفاروق عمر – أئمة الفقه التسعة – ابن تيمية الفقيه المعذب – عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء – الصديق أول الخلفاء).

قام الرئيس المصري السابق أنور السادات في عام 1974 بمنحه جائزة الدولة التقديرية ، كما منح وسام الآداب والفنون من الطبقة الأولى.

توفي الأديب والشاعر والصحافي والمفكر الإسلامي عبد الرحمن الشرقاوي بتاريخ 24 نوفمبر 1987م.

إقرأ أيضاً : سيد قطب – قصة حياة أشهر المنظرين الإسلاميين لحركة الإخوان المسلمين

أكتب تعليقك ورأيك