بفضل الكم الهائل من الاهتمام الذي تحصل عليه تنتمي كرة القدم إلى مجموعة من الحوادث التي تشكل قصة في الحياة.
في عالم كرة القدم يوجد الكثير من الأحداث الجميلة أو القبيحة لدرجة أنها تحفر نفسها على جدران الأبدية.
بعض القصص باهتة ولا تستحق أن تروى، فما هي الأحداث الجميلة التي تستحق النظر إليها؟
في مقالنا هذا سوف نتحدث عن 7 قصص خيالية في كرة القدم.
القصة الأولى: الكلب الذي أنقذ توركواي يونايتد.
نادي توركواي يونايتد هو نادي إنجليزي تابع لمدينة توركواي، وقد تأسس النادي في عام 1899، وهو ينشط الآن في دوري الدرجة الخامسة الإنجليزي.
في عام 1987 كان نادي توركواي يصارع على البقاء في الدوري وعدم الهبوط للدرجة الأدنى، في المباراة الأخيرة كان التعادل كافياً للبقاء.
انتهى الشوط الأول في ذلك اللقاء بنتيجة (2_0) للفريق الخصم، ومع بداية الشوط الثاني تمكن اللاعب جيم ماكنيكول من تقليص الفارق عن طريق ركلة حرة.
في الدقيقة الأخيرة من المباراة كان جيم ماكنيكول صاحب هدف تقليص الفارق يركض بسرعة عالية للحاق بالكرة المتجهة إلى جانب الملعب قبل خروجها.
وهنا بدأت قصة الكلب الذي يدعى برين، حيث كان يوجد هناك برفقة أحد عناصر الشرطة التي يكون من مهامها حفظ النظام داخل الملعب.
ظن الكلب برين أن المهاجم جيم ماكنيكول كان يهاجم رجل الشرطة حينها، فقام بالهجوم عليه وعض ساقي ماكنيكول بأسنانه.
بعد ذلك تدخل الفريق الطبي لإنقاذ اللاعب وتوقفت المباراة كثيراً، ثم تمت العودة إلى استئناف المباراة بعدما أضاف الحكم 5 دقائق وقت بدل ضائع.
أثناء التوقف كانت هناك فرصة كبيرة للاعبين فريق توركواي لالتقاط أنفاسهم، حتى أن مدرب الفريق قد أعاد توجيههم من جديد.
في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع ، سجل بول دوبسون هدف التعادل ، وهو ما كان كافيا للحفاظ على عدم هبوط نادي توركواي للدرجة الأدنى.
وبهذا يكون الكلب برين قد قدم خدمة لطيفة لنادي توركواي بالرغم من إصابة لاعبه جيم ماكنيكول.
لا تعد هذه الحادثة الوحيدة التي حصلت مع نادي توركواي يونايتد وأدخلته في القصص الخيالية في كرة القدم، وسوف ننتقل سوياً للحدث التالي.
القصة الثانية: مدرب لمدة 10 دقائق.
في عام 2007 كان ملاك نادي توركواي يونايتد يرغبون ببيعه، لكن أحد شروط البيع حينها وجود مدرب للفريق.
قام مالك النادي مايك باتسون بالاتفاق مع المدرب ليروي روسينيور وتعيينه مدرباً للنادي حينها.
بعد عشرة دقائق فقط من التوقيع مع المدرب ليروي روسينيور، تم إبلاغه بأن خدماته لم تعد مطلوبة في النادي من قبل المالك الجديد.
لأن المالك الجديد كان يريد إحداث تغيير كلي في هيكل النادي، ولم يكن على معرفة بفترة أو متى تم التوقيع مع المدرب ليروي روسينيور.
بالرغم من خيبة الأمل الكبيرة التي تعرض لها روسينيور، إلا أن هذا الحدث قد أدخله موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأقل فترة قضاها مدرب لنادي في التاريخ.
يالها من قصة خيالية في كرة القدم أليس كذلك!!
القصة الخيالية الثالثة: قميص بيليه المحظوظ.
في فترة من فترات الستينات تراجع مستوى اللاعب البرازيلي بيليه كثيراً مع نادي سانتوس البرازيلي.
كما أن بيليه خلال 5 مباريات متتالية لم يتمكن من التسجيل أو الصناعة مع مستوى متدني من الأداء في المباراة.
الأمر الذي أصاب الكثيرين بالحيرة بمن فيهم مسؤولو النادي، حتى أن بيليه دخل في حالة من الاكتئاب حينها.
اعتقد بيليه أن السبب وراء الانخفاض في مستواه هو القميص الذي أعطاه لأحد مشجعين نادي سانتوس عقب نهاية مباراة سابقة لتلك المباريات الخمسة. حيث كان يعتقد بيليه أن ذلك القميص هو السر في تألقه.
بعد ذلك قام بيليه بتعيين مدرب خاص بحثاً عن المشجع من أجل إعادة القميص.
ظل ذلك المحقق يعمل لعدة أسابيع ولم يتمكن من معرفة الشخص الذي كان قد حصل على قميص بيليه، وقرر حينها أن يقوم بخدعة على بيليه.
كان المحقق حينها قد أقنع بيليه بأنه تمكن من معرفة الشخص الذي حصل على القميص. كما أنه تمكن من استعادة القميص وتسليمه لبيليه.
مع عودة القميص عاد بيليه إلى مستواه المرموق وتمكن من العودة إلى التألق.
لكن الأمر الحقيقي هو أن المحقق لم يتمكن من العثور على الشخص الذي أخذ القميص، وتوقع المحقق أن سبب تراجع بيليه هو سبب نفسي.
حيث كان بيليه يستخدم قميصه لتحفيز نفسه، فقرر المحقق إعطاء بيليه قميص مشابه لقميصه المفقود.
ليس قميص مشابه وحسب، بل أن ما قدمه له المحقق هو قميصه من المباراة السابقة.
لم يعلم بيليه بهذه القصة الخيالية وقتها، وبعد ما قرر اعتزال كرة القدم قام ذلك المحقق (الذي يروى أنه كان من أصدقاء بيليه) بالإعتراف له بالأمر.
القصة الخيالية الرابعة: 3 بطاقات صفراء في مباراة واحدة لجوزيب سيمونيتش.
في عالم كرة القدم ، كثيراً ما يتم انتقاد الحكام بعد المباريات.
حيث إنه بعد كل مباراة تقريباً وبغض النظر عن المسابقة يتم انتقاد القرارات التي قام بها الحكم.
لكن ما حدث في عام 2006 أمر يستحق النقد كثيراً حقاً.
في مباراة المنتخب الكرواتي مع المنتخب الاسترالي في كأس العالم 2006، تلقى اللاعب الكرواتي جوزيب سيمونيتش 3 بطاقات صفراء في نفس المباراة.
كيف حدث ذلك؟؟ تحصل سيمونيتش على البطاقة الأولى في الدقيقة 61 من زمن المباراة، وفي الدقيقة الأخيرة قام سيمونيتش بتدخل متهور نال على أثره البطاقة الصفراء الثانية.
في قانون كرة القدم عندما يتلقى اللاعب بطاقتان من اللون الأصفر يتم معاقبته بالبطاقة الحمراء بعدها.
لكن على ما يبدو أن الحكم جراهام بول قد أخطأ أو أنه قد نسيَ أن سيمونيتش كان قد تلقى بطاقة صفراء في وقت سابق.
الأمر الذي أثار الكثير من الدهشة للمنتخب الاسترالي، لكن لم يدوم ذلك طويلاً، حيث أنه وبعد 3 دقائق فقط نال سيمونيتش البطاقة الصفراء الثالثة وبعدها تم إشهار البطاقة الحمراء في وجهه أخيراً.
كان هذا الحدث محرجاً للغاية بالنسبة للحكم بول لدرجة أنه تقاعد من إدارة المباريات الدولية بعد كأس العالم مباشرةً.
قصة خيالية خامسة تحت عنوان ” عندما أصبحت كرة القدم حرباً “.
بالرغم من أن كرة القدم هي لعبة جميلة وتدعو الجميع للاستمتاع بها ونسيان المشاكل الحقيقية للعالم مؤقتاً.
لكن عندما تصبح كرة القدم سبباً لواحدة من أكبر المشاكل الحقيقية ، فهذا مشهد محبط حقاً.
بدأت القصة في عام 1969، خلال مباراة تصفيات كأس العالم في هندوراس ، فاز منتخب الهندوراس على منتخب السلفادور بنتيجة (1-0 ) في مباراة الذهاب، بفضل هدف في اللحظة الأخيرة.
دفع هذا المشجعين في الملعب إلى الحماس حيث اندلعت المعارك مع إحراق الملعب في النهاية.
الأمر الذي زاد الطين بلة هو وسائل الإعلام في كلا البلدين، حيث واصلت الإحتكاك وزادت من العداء من خلال إساءة معاملة بعضهما البعض في منافذ كل منهما.
حيث أنه بعد انتهاء المباراة قررت إحدى المواطنات من السلفادور الإنتحار، وهذا ما استغله الإعلام حينها، وأطلقوا عليها لقب شهيدة سلفادور.
تم تهدئة الأجواء بين البلدين إلى حين مباراة الإياب في السلفادور.
في وقت متأخر من الليل تم إحراق الفندق الذي يقيم فيه منتخب هندوراس، ولحسن الحظ تمكن اللاعبون من الفرار سالمين لكنهم أصبحوا مشوشين عقلياً بسبب الحدث.
انتهى لقاء الإياب بفوز منتخب سلفادور على منتخب هندوراس بنتيجة (3_0). لكن حينها لم يكن يوجد أفضلية لعدد الأهداف، أي أن الفوز يعتبر فوز فقط مهما كانت النتيجة.
بسبب ذلك تم اللجوء إلى لعب مباراة فاصلة على أرض محايدة يختارها المنتخبين. تم الإتفاق حينها على أن تقام المباراة في المكسيك.
انتهى الوقت الأصلي حينها بنتيجة (2-2) ، قبل أن يتمكن منخب السلفادور من تسجيل هدف الفوز في الوقت الإضافي.
وهنا خرجت الأمور عن السيطرة تماماً وخاصة بعد تدخل الجيش السلفادوري، واجتياح الطائرات لعاصمة هندوراس وقصف المطار.
كما شنوا هجوماً برياً واسع النطاق على طول الطريق الرئيسي الذي يربط بين البلدين.
في الحقيقة إن أصل هذه الحرب هو الترحيل الجماعي للمهاجرين السلفادوريين الذين غادروا بلادهم منذ حوالي عقد من الزمان بسبب نقص الأراضي المعيشية من هندوراس.
كانت التوترات مشتعلة في الداخل وتم استغلال مباراة كرة قدم بين المنتخبين لإضافة الوقود إليها.
قصية خيالية في كرة القدم لا يمكن نسيانها أبداً.
القصة السادسة: الرجل الذي باع نفسه.
في عام 1946، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية مباشرةً، وقع كارلايل يونايتد مع المهاجم الموهوب إيفور بروديس كمدرب و لاعب بنفس الوقت.
بعد توقيع كارلايل مع إيفور بروديس بثلاث سنوات. أصبح النادي يعاني من مشاكل مالية كانت من الممكن أن تبعده عن المنافسة.
في ظل تألق إيفور بروديس في قيادة فريقه داخل وخارج الملعب، كانت العديد من الأندية ترغب في ضمه لصفوفها.
قام نادي سندرلاند حينها بتقديم عرض للاعب إيفور بروديس. وكان على استعداد لدفع 18 ألف باوند ليجعله أغلى لاعب في تاريخ إنجلترا في ذلك الوقت.
رأى بروديس المرتبط عاطفياً بنادي كارلايل فرصة في هذا العرض لترك إرث مالي قوي يمكن أن ينقذ النادي من الغموض. وهكذا باع نفسه باعتباره المدير الفني والشخص الذي يملك الحق في ذلك. قبل أن يعود إلى النادي لفترة ثانية بعد 6 سنوات.
القصة الخيالية السابعة: أديبايور الطفل الذي لا يمشي.
يحكى أن اللاعب التوغولي إيمانويل أديبايور لم يتمكن من المشي حتى بعد ما أتم الأربع سنوات من عمره.
هذا الأمر دفع والدة إيمانويل إلى السفر به للعديد من البلدان الإفريقية لمعرفة السبب ومن أجل الوصول إلى طريقة تمكنه من المشي على قدميه.
ظلت والدة إيمانويل أديبايور تحاول جاهداً لكن دون جدوى. في النهاية، نصحتها الكنيسة بالصلاة من أجله كل يوم لمدة أسبوع. قالت الكنيسة إنه إذا لم ينجح ذلك، فقد ذهب كل الأمل.
لم يحدث شيء خلال الأيام الستة حيث كان أديبايور لا يزال غير قادر على المشي. ولكن في اليوم الأخير من الصلاة، أطلق أحد الأطفال الذين يلعبون في الخارج كرة قدم على الكنيسة.
ومن هنا اطلقت القصة الخيالية. حيث قام أديبايور وبدأ بالركض نحو الكرة، لتبدأ معها أغرب القصص الخيالية للاعب في تاريخ كرة القدم.
هذه اللحظة كانت بداية أديبايور الفعلية. حيث لم يتمكن من المشي فقط، بل انتهى به الأمر ليصبح لاعب كرة قدم على مستوى عالي.
قال أديبايور: “أول شخص يقف ويركض كان أنا، لأنني أردت الحصول على تلك الكرة”.
قصة خيالية حقاً تكاد لا تصدق.
وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي تحدثنا به عن 7 قصص خيالية في كرة القدم.
اقرأ أيضاً: حادثة رمي البيتزا على وجه السير أليكس فيرغسون
[…] اقرأ أيضاً : قصص خيالية في كرة القدم […]