وصول الجيش الإسرائيلي إلى الليطاني وقرار وقف إطلاق النار: حقيقة أم تضليل؟
في تطور مفاجئ، أعلنت إسرائيل عن وصول قواتها إلى نهر الليطاني، تزامنًا مع استعداد الحكومة الإسرائيلية للتصويت على قرار وقف إطلاق النار في لبنان. هذا الإعلان أثار تساؤلات عدة حول أهداف إسرائيل الحقيقية، وما إذا كانت هناك أبعاد خفية وراء هذه التحركات.
وصول الليطاني: إنجاز عسكري أم تضليل سياسي؟
وصول الجيش الإسرائيلي إلى نهر الليطاني يُعد خطوة رمزية أكثر منها عسكرية. القوات التي أعلنت إسرائيل وصولها لم تتجاوز النقاط الحدودية القريبة من النهر، تحديدًا على بعد خمسة كيلومترات فقط. هذا الوصول المحدود لا يعكس السيطرة العسكرية الكاملة التي تحاول إسرائيل الترويج لها. بل يبدو أن الغرض الأساسي من الإعلان هو تحقيق مكاسب سياسية وإعلامية.
خسائر إسرائيلية وتعقيدات داخلية
رغم محاولة إسرائيل تصوير تقدمها كإنجاز عسكري، تشير تقارير عديدة إلى خسائر كبيرة تكبدها الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك تدمير 300 دبابة ومركبة عسكرية من قبل حزب الله. هذه الخسائر تتزامن مع حادثة مثيرة للجدل طالت قائد لواء جولاني، اللواء البارز في الجيش الإسرائيلي، الذي طلب إعفاءه من منصبه بعد تورطه في حادثة أدت إلى مقتل مؤرخ إسرائيلي في كمين لحزب الله.
التحقيقات كشفت فضيحة مرتبطة بتجارة آثار، حيث اصطحب قائد اللواء مدنيين إلى موقع أثري في جنوب لبنان، ما أدى إلى استهدافهم من قبل حزب الله. هذه الحادثة تلقي بظلال من الشك على كفاءة القيادة العسكرية الإسرائيلية وتبرز حالة الفساد داخل الجيش.
لماذا وقف إطلاق النار؟
قرار وقف إطلاق النار يُثير استغرابًا كبيرًا، خاصة في ظل ما تروج له إسرائيل من “إنجازات” عسكرية. يمكن تلخيص الأسباب في عدة نقاط:
- الإنهاك العسكري: الجيش الإسرائيلي يعاني من إنهاك كبير نتيجة استمرار القتال لفترة طويلة. حتى قوات الاحتياط تُواجه مشاكل تتعلق بالاستدعاء ونقص الكفاءة.
- ضغوط أمريكية: إدارة الرئيس جو بايدن تضغط على إسرائيل لوقف التصعيد في لبنان، مع التلميح بربط المساعدات العسكرية بمدى استجابة إسرائيل لهذه الضغوط.
- مكاسب تفاوضية: وقف إطلاق النار يمنح إسرائيل فرصة لترتيب أوراقها ومواصلة استهداف قيادات حزب الله، مع ضمان دعم سياسي وعسكري أكبر من الولايات المتحدة.
- تحقيق استقرار داخلي: القتال المستمر يُهدد بزيادة الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة مع اعتراض الحريديم (اليهود المتدينين) على التجنيد الإجباري، وهو ما قد يُفجّر أزمة سياسية داخلية.
الخلاصة: هدنة أم تمهيد لصراع جديد؟
بينما يبدو قرار وقف إطلاق النار خطوة نحو التهدئة، إلا أنه يحمل في طياته أبعادًا استراتيجية لصالح إسرائيل. الهدف ليس فقط إنهاء القتال، بل إعادة ترتيب الأوضاع على الأرض وفقًا لشروط إسرائيلية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستكون هذه الهدنة قصيرة الأمد، أم أنها مقدمة لصراع أكبر يلوح في الأفق؟
الأيام المقبلة ستكشف المزيد حول حقيقة النوايا الإسرائيلية وما إذا كانت هذه الخطوة تمهيدًا لمزيد من التصعيد في لبنان أو استغلالها كورقة تفاوض مع الولايات المتحدة ودول المنطقة.
أكتب تعليقك ورأيك