أسرار ترامب : هكذا سيحكم العالم
تحليل رؤية ترامب وسياساته المحتملة في ولايته الثانية
الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي عاد إلى الساحة السياسية بفوز في الانتخابات، يواجه الآن تحديات معقدة في الداخل والخارج. يتمحور وعد ترامب حول إصلاح القضايا المحلية والدولية، من إنهاء الحروب إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ومع ذلك، يظل أسلوبه المثير للجدل وغير المتوقع نقطة جذب للكثيرين ومصدر قلق للكثيرين.
الرؤية الخارجية: صدامات وحلول غير تقليدية
- إنهاء الحروب بلمسة جنون
وعد ترامب بإنهاء حرب أوكرانيا في غضون 24 ساعة، كما أشار إلى أنه يعتزم تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. يعتمد هذا النهج على استراتيجيته التي وصفها بنفسه بـ”الجنون”، مؤكدًا أن الخوف من قراراته غير المتوقعة سيجبر خصومه على التعاون. وهو نهج مشابه لما عُرف بـ”نظرية الرجل المجنون” التي استخدمها الرئيس نيكسون خلال الحرب الباردة. - الصين وتايوان
في مواجهة الصين، هدد ترامب بفرض تعريفات جمركية ضخمة إذا حاولت بكين حصار تايوان. لكنه استبعد الخيار العسكري، معتمدًا على فكرة أن الزعيم الصيني “يحترمه ويخاف من جنونه”. - عقيدة ترامب: التفرد والقوة
تعكس عقيدة ترامب رغبة في تحويل المخاوف من عدم التنبؤ بتصرفاته إلى أداة ضغط. وهو يروج لنفسه كزعيم قوي قادر على كبح التهديدات العالمية وفرض شروط جديدة على حلفاء الولايات المتحدة.
السياسات الداخلية: أمريكا أولًا
- التجارة والاقتصاد
يرى ترامب أن حلفاء أمريكا عبء على الاقتصاد الوطني، إذ إنهم ينعمون بالحماية الأمريكية دون دفع تكاليفها. وقد أشار إلى أن هذه الدول يجب أن تدفع مقابل الحماية، وإلا فلن تُقدّم لها. - الجيش كمصدر دخل قومي
يسعى ترامب إلى تحويل الجيش الأمريكي إلى مصدر للدخل، حيث يدعو الدول التي تطلب الحماية إلى دفع تكاليف القوات الأمريكية، بل ويضيف أرباحًا على ذلك. مثال على ذلك طلبه من السعودية دفع مليار دولار مقابل نشر قوات أمريكية هناك. - إلغاء الاتفاقات التقليدية
ينظر ترامب إلى الاتفاقات الدولية والمؤسسات مثل الأمم المتحدة على أنها تقيّد الولايات المتحدة. في ولايته الأولى، انسحب من عدة اتفاقات دولية، من ضمنها الاتفاق النووي الإيراني، معيدًا تعريف دور أمريكا في النظام العالمي.
السياسات الشرق أوسطية: دعم الحلفاء وتحدي الأعداء
- القضية الفلسطينية وإسرائيل
هناك سيناريوهان متوقعان لترامب في الشرق الأوسط:- سيناريو السلام التاريخي: يسعى ترامب لتحقيق خطة سلام كبرى تشمل دولة فلسطينية رمزية، مع تطبيع عربي واسع مع إسرائيل.
- سيناريو التصعيد: يتيح لإسرائيل السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وغزة، مستندًا إلى تاريخ دعمه غير المسبوق لإسرائيل.
- التعامل مع إيران
من جهة، أشار ترامب إلى إمكانية التفاوض مع إيران، لكنه شدد على عدم امتلاكها السلاح النووي. من جهة أخرى، يبدو أنه غير مستعد لاستثمار وقت طويل في مفاوضات قد تكون معقدة ومليئة بالتحديات.
التحديات الأوروبية والأسيوية
- الاتحاد الأوروبي والحلفاء
يرى ترامب الاتحاد الأوروبي ككيان يستغل الولايات المتحدة تجاريًا. وفي حال استمراره في المنصب، قد يسعى إلى تقسيم الاتحاد الأوروبي لتعزيز نفوذ أمريكا في التفاوض مع الدول الأوروبية كل على حدة. - تايوان وكوريا الجنوبية
أشار ترامب إلى أن حلفاء آسيا، مثل تايوان وكوريا الجنوبية، يجب أن يدفعوا تكاليف الحماية الأمريكية. هذه التصريحات أثارت قلق هذه الدول من احتمالية تخلي واشنطن عنهم في حال اندلاع أزمات مع الصين أو كوريا الشمالية.
الفريق الاستشاري: مؤشر على التوجهات
تشكيل فريق ترامب في ولايته الثانية يشير إلى مزيد من السياسات الصارمة.
- سفير الولايات المتحدة في إسرائيل: اختار ترامب مايك هاكابي، المعروف بإنكاره لحقوق الفلسطينيين، مما يعكس دعمًا غير محدود لإسرائيل.
- وزير الخارجية: ماركو روبيو، الذي يتبنى مواقف متشددة ضد إيران وداعم قوي لإسرائيل.
استنتاجات
تعتمد سياسة ترامب بشكل رئيسي على إعادة تعريف علاقات أمريكا بالعالم، عبر فرض شروط جديدة تجعل الحلفاء يدفعون مقابل الحماية، وتقليل التورط الأمريكي في الحروب الخارجية إلا إذا كانت مربحة. ومع ذلك، يظل نجاح هذه السياسة مرهونًا بالتوازن بين استراتيجياته غير التقليدية واستجابة العالم لها.
ترامب يجسد حقبة جديدة من السياسة الأمريكية، تتسم بالبراغماتية المفرطة، والابتعاد عن المبادئ التقليدية لصالح صفقات مباشرة وفورية. الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كان هذا النهج سيعيد تعريف دور أمريكا عالميًا أم سيدفعها إلى عزلة جديدة.
أكتب تعليقك ورأيك