الساعات الحاسمة في المفاوضات حول جنوب لبنان والجنوب السوري
1. مفاوضات لوقف إطلاق النار: صراع على المكاسب
تدخل المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في جنوب لبنان مرحلة حاسمة مع وصول الوسيط الأمريكي أموس هوكشتاين حاملاً مسودة معدلة تهدف إلى تقليص حرية الكيان الإسرائيلي في التحرك داخل الأراضي اللبنانية.
- أبرز النقاط في المسودة الأمريكية:
- منع تقدم الكيان الإسرائيلي بعمق أكثر من 15 كيلومترًا داخل لبنان.
- وضع المنطقة الجنوبية تحت رقابة قوات اليونيفيل بشكل أكبر.
- مطالبات بتقييد تسليح الفصائل في جنوب لبنان، وهو ما قد يواجه رفضًا لبنانيًا.
2. حادثة الخيام: ورقة تفاوضية قوية؟
تشير تقارير استخباراتية إلى أن قوات جنوب لبنان أسرت عددًا من الضباط الإسرائيليين في حادثة الخيام. هذه الورقة قد تمنح لبنان ميزة تفاوضية كبيرة، حيث يمكن استخدامها للضغط على الكيان الإسرائيلي خلال المفاوضات.
3. تحركات الكيان: محاولة لإعادة ترتيب الأوراق
رغم الفشل الواضح في تحقيق تقدم ميداني في جنوب لبنان، يسعى الكيان الإسرائيلي لاستغلال المفاوضات لكسب الوقت لإعادة تنظيم قواته.
- التحليل:
- الكيان يرى في المفاوضات فرصة لاستعادة زمام المبادرة عسكريًا.
- الضغوط الداخلية التي يواجهها الكيان قد تدفعه لتوسيع عملياته تجاه الجنوب السوري كخيار بديل.
4. الجنوب السوري: المسرح القادم؟
تصريحات روسية حديثة أشارت إلى مخاوف من نوايا الكيان الإسرائيلي تنفيذ هجوم واسع النطاق في الجنوب السوري. موسكو أرسلت نقاط مراقبة عسكرية في المنطقة لمنع أي تحرك إسرائيلي.
- الأسباب وراء استهداف الجنوب السوري:
- ضعف البنية الأمنية والسياسية في المنطقة.
- انسحاب فصائل موالية لدمشق وطهران نحو جنوب لبنان، مما يجعل المنطقة أكثر هشاشة.
- رغبة الكيان في خلق منطقة عازلة وتعزيز سيطرته الأمنية.
5. السياق الدولي: تعقيدات سياسية وإقليمية
الوضع الحالي يعكس تعقيدات إقليمية ودولية، خاصة في ظل التحولات السياسية في الولايات المتحدة. مع قرب انتهاء فترة إدارة بايدن وبدء الإدارة الجديدة، يُتوقع أن يستغل الكيان الإسرائيلي هذه الفترة لتعزيز مكاسبه.
- تحديات الولايات المتحدة:
- الإدارة الأمريكية تواجه فترة انتقالية معروفة بـ”البطة العرجاء”، مما يقلل قدرتها على فرض حلول جذرية.
- التركيز الأمريكي منصب على التحديات الأكبر، مثل مواجهة النفوذ الصيني، مما قد يقلل من اهتمامها بالصراعات في الشرق الأوسط.
6. هل نحن أمام اتفاق أم تصعيد جديد؟
رغم التفاؤل المحدود بوقف إطلاق النار، تبقى الشكوك قائمة حول نوايا الكيان الإسرائيلي، خاصة مع تقارير تشير إلى بناء خنادق عسكرية وجدران إسمنتية في الجنوب السوري.
- سيناريوهات محتملة:
- نجاح المفاوضات قد يؤدي إلى اتفاق مؤقت يخفف التوتر في جنوب لبنان.
- فشل المفاوضات أو استمرارها دون نتائج واضحة قد يدفع الكيان الإسرائيلي لتوسيع عملياته باتجاه الجنوب السوري.
ختام: لحظة فاصلة في صراع مستمر
الساعات القادمة قد تحمل قرارات مصيرية تحدد مسار الصراع في جنوب لبنان والجنوب السوري. بينما يراهن البعض على نجاح المفاوضات، تظل احتمالات التصعيد قائمة بقوة، ما يجعل المنطقة في حالة ترقب لأي تطورات قد تشعل نزاعًا أوسع.
أكتب تعليقك ورأيك