نعمة الله الحاج – قصة حياة نعمة الله الحاج الشاعر المهجري
نعمة الله الحاج إسمه الكامل نعمة الله أسعد الحاج شاعر وأديب لبناني من شعراء المهجر ، تميز شعره بالوجدانية ، والعاطفة الرومانسية ، كثر في أشعاره الشوق والحنين إلى وطنه لبنان ، والذي تمنى أن يدفن فيه ، لكن أمنيته هذه لم تتحقق .
ولد عام 1896 في قرية غرزوز اللبنانية لعائلة متوسطة الحال، واشتهر منها عدد من أفرادها بنظم الشعر والشعر الزجلي ، وأحب العلم منذ من الصغر والتحق بالمدرسة الابتدائية الموجودة في ضيعته ، وعندما اشتد ساعده رأى أن الأوضاع في لبنان لا تشجع على مستقبل زاهر ، فركب موجة الهجرة نحو أمريكا الجنوبية طمعا في المال ، وسعيا نحو حياة أفضل ، وفي العام 1904 انطلقت رحلته نحو بلا أمريكا الجنوبية .
هناك في المهجر عانى نعمة الله الحاج من صعوبة في التأقلم مع الحياة الجديدة ، حيث العمل لأوقات طويلة والأجور القليلة ، وبعد ذلك ازدادت معارفه ، وبدأ الاتصال بأعضاء الرابطة القلمية كجبران خليل جبران ، ونسيب عريضة ، ومن ثم كون صداقة مع الأديب خليل السكاكيني ، والذي جعله يتقن اللغة العربية ويحترفها ، وللأديب خليل السكاكيني دورا كبيرا في صقل موهبة نعمة الله الحاج ، ومن مطبعة الهدى لصاحبها اللبناني نعوم مكرزل صدر ديوانه الأول وكان بعنوان ديوان نعمة الله الحاج الجزء الأول ، وذلك في العام 1921 ، بعد ذلك دخل عالم الصحافة ، وبدأ بنشر قصائده في الصحف والمجلات التي كان يديرها أدباء المهجر ، ومن بيروت قام بإصدار ديوانه الثاني والذي حمل عنوان من نافذة الخيال ، وكان ذلك في العام 1960 .
في بلاد المهجر عمل نعمة الله الحاج كبائع متجول يدير تجارته بين نيويورك وتكساس ، عندما أرهق من التجوال قام بفتح محل للسمانة وكان ذلك في العام 1953 ، وفي الرابع عشر من نيسان ( أبريل ) عام 1946 انتخب نعمة الله الحاج رئيسا لرابطة منيرفا الأدبية ، واستمرت هذه الرابطة بتقديم نشاطاتها حتى العام 1955 .
تميز أدبه بالوجدانية ، والرومانسية والواقعية ، فكان حساسا عانى من ظروف الحياة الصعبة التي فرضتها عليه الغربة ، بالإضافة إلى مشاعر الشوق والحنين إلى وطنه لبنان .
كما تميز بقدرته على ارتجال الشعر ، ونظمه وقدرته على تغير كلماته .
كان حلمه أن يعود إلى وطنه لبنان ليستعيد ذكريات الطفولة ، ويقضي بقية عمره رفقة أهله لكن الموت كان أقرب حيث توفي نعمة الله الحاج في العام 1978 عن عمر يناهز الاثنين والثمانين عاما ، ودفن في المهجر بعيدا عن وطنه .
إقرأ في نجومي أيضاً: أمين الريحاني – قصة حياة أمين الريحاني فيلسوف الفريكة
أكتب تعليقك ورأيك