علماء

ابن سينا – قصة حياة أبو الطب الحديث ابن سينا

ابن سينا
ابن سينا

ولد الشيخ الرئيس ابن سينا عام 980 في قرية أفشنة بالقرب من بخارى وهي في دولّة أوزبكستان حالياً. ويعدّ طبيبا وعالما مسلماً، وكان يشتهر بتفوقه في الفلسفة والطب وعمل بهما.

ابن سينا – قصة حياة أبو الطب الحديث ابن سينا

اسمه هو أبو علي الحسين بن عبدالله بن الحسن بن علي بن سينا، وكان يطلق عليه عدّة أسماء منها: أمير الأطباء حسب ما سمّاه الغربيون، وأبو الطب الحديث خلال فترة العصور الوسطى.

كان والد ابن سينا فارسيا من أهل بلخ، انتقل إلى بخارى في أيام نوح بن سامان فتولى إدارة بعض الاعمال المالية، لكنه انتقل مع زوجته وابنيه إلى منطقة بخارى للعمل في بلاط السلطان نوح الساماني، وقد بدأت حياة ابن سينا الفعلية في بُخارى، وجّهه والده إلى إسماعيل الزاهد لتعلم الفقه، وإلى رجل يبيع البقل لتعلم حساب الهند. أنزله والده في بيت أبوعبدالله التائلي الملقب بالمتفلسف، ليقوم بتعليمه، فدرس عليه ابن سينا كتاب اقليدس وغيرها. لكن كان استاذه ضعيفاً في المنطق والرياضيات، فتولى ابن سينا حل ما بقي من مسائل هذه العلوم بنفسه، ثم بدأ بقراءة في الطب فبرز فيه وانفتحت عليه أبواب المعالجات المقتبسة من التجربة، وهو لم يجاوز السادسة عشرة من سنه. وكان خلال دراسته للطب يعود ينفسه إلى العلوم العقلية ليشفي غليله منها، فأحكم على المنطق، والعلم الطبيعي، والعلم الرياضي، ثم عدل إلى العلم الإلهي.

إقرأ أيضاً:  روبرت بويل - قصة حياة مؤسس الكيمياء الحديثة

ظهرت علامات ذكائه وحنكته حين قام بمداواة السلطان الساماني من مرض عجزعنه كافة أطباء عصره، فأعطى السلطان الفرصة لابن سينا بتعلّم المزيد، وأن يطّلع على الكتب التي تحتويها مكتبة البلاط وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة لكنه عندما نبغ في الطب عالج مرضاه بالمجان ولم يهدف لجمع المال. من أجل العلم، سافر ابن سينا إلى منطقة خوارزم، وعاش فيها ما يقارب العشر سنوات، حيث تعلّم علوم الحياة هناك.

ابن سينا

ابن سينا

ألف ابن سينا حوالي 276 كتاباً فقدت معظمها وبقي 68 مؤلفاً معروفاً الآن أغلب هذه الكتب كان التركيز فيها على الطبّ والفلسفة، ويعتبر أوّل من قام بالكتابة عن الطبّ عالمياَ، فقد نهج أسلوب أبقراط وجالينوس، ومن أشهر أعماله “كتاب القانون في الطب”، وقد ترجم الكتاب ودرس في جامعات أوروبا لمدة سبعة قرون، ومازال مرجعاً مهما. لقد ألف في هذا الكتاب علوم الطب القديم ونظرياته، والأمراض التي اكتشفها، وصنف فيه أكثر من سبعمئة دواء، بالإضافة وذكر نوعية النباتات التي تُستخرج منها الأدوية. بالإضافة إلى أن ابن سينا أوَّل من شخّص مرض التهاب السَّحايا الأوَّليِّ بالوصف الدقيق والصحيح، وماهية أسباب اليرقان، وأعراض حصى المثانة، وشرح أثر الشفاء بالعلاج النفسي في كتاب “الشفاء. إن بعضاً من مؤلفاته هي: الأدوية القلبية، رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، مختصر اقليدس، مختصر علم الهيئة، رسالة الزاوية، رسالة في الفضاء، رسالة في النبات والحيوان، وديوان ابن سينا في بوابة الشعر.

إقرأ أيضاً:  نيكولاس كوبرنيكوس - قصة حياة مفجر الثورة الفلكية الحديثة

إن من أقوال ابن سينا: “الوهم نصف الداءِ، والاطمئنان نصف الدواءِ، والصبرُ أولى خطواتِ الشفاءِ” أي ان أهم أسباب المرض هوالتوهم، أي أن يوهم نفسه بأنه مريض، وصعب الشفاء، وبالتالي فإن التغلب على هذا التوهم ، يكمن في تحويله إلى الاطمئنان والذي هو نصف الدواء، بالتالي هو نصف العلاج، وإنّ صبرالإنسان على العلاج هو الخطوة الأولى لشفائه من المرض.

 “احذروا البطنة، فإن أكثر العلل تتولد من فضول الطعام”، بما معناه أن أكثر المسببات للأمراض والعلل في الحياة ،هي فضول الإنسان للطعام، وتناوله بكثرة، وهو ما سماه ابن سينا بالبطنة، فيبدأ الإنسان بالأكل بشراهة، دون مراعاة لجسده ولصحته، وبالتالي تبدأ العلل بالتكشف والظهور، دون أن يعرف ماهية اسبابها، لذا عليه أن يعلم بأنّ سبب هذه العلل فضوله على الطعام، إذاً عليه أن يحذر من الإكثار من تناول الطعام اتقاءً للمرض. “المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه”، وتعني أن يبدي المريض استعداداً للعلاج، حتى وإن لم تكن لديه إلا الأسباب الضعيفة لعلاجه سيستطيع علاج نفسه عن طريق الاستعداد.

إن ابن سينا في طليعة الفلاسفة الذين وضعوا مبادئ الجمع بين الدين والفلسفة، فجمع فلسفة أفلاطون وأفلوطين، كما حاول التوفيق بين الفلسفة اليونانية والعقيدة الدينية. فليست فلسفته عقلية فقط وإنما فلسفة إشراقية تصف فيض الصور عن العقل الفعال، كما تصف ارتقاء العارفين بالإرادة والرياضة والتأمل إلى ذروة الحقيقة. وقد سلك ابن سينا في بيان هذا الارتقاء مسلك التحليل العقلي أحياناً ومسلك التعبير الرمزي أحياناً أخرى، فكتب عدة رسائل رمزية، كرسالة “حي بن يقظان”، ورسالة الطير، وقصة سلامان وابسال وغيرها.

إقرأ أيضاً:  ابن بطوطة - قصة حياة ابن بطوطة الرحالة العربي الشهير

كان ابن سينا رجلاً قوي الغرائز، حاد المزاج، شديد الطموح، مقبلاً على الدنيا، لا حيلة له في اجتناب مراتب الرفعة، لأنه طبيب مشهور، وفيلسوف مشهور، فلو ترك الدنيا لما تركته، ولو هجر الناس لما هجروه، وقد أعدته جبلته للمغالبة، فكثر حساده واعداؤه كما كثر أصدقاؤه.

توفي أبو الطب في مدينة همدان بإيران حالياً وله من العمر سبعة وخمسون عاماً وذلك سنة 1037 م.

احتفلت اليونسكو بمرور ألف عام على وفاة ابن سينا وذلك اعترافاً لمساهماته في الطب والفلسفة عام 1980 في دمشق.

في نجومي المزيد من سير الأطباء والعلماء، نقترح عليك مطالعة قصة حياة نيكولا تسلا المخترع الفيزيائي الشهير.

إذا أعجبتك هذه المقالة لا تنس مشاركتها مع الأصدقاء في فيسبوك وتويتر وسائر صفحاتك على مواقع التواصل الإجتماعي.

Save

أكتب تعليقك ورأيك