سياسيون

ماو تسي تونغ – قصة حياة زعيم الحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ

ماو تسي تونغ
ماو تسي تونغ

شهدت الصين على مر التاريخ العديد من الزعماء الذين تداولوا على حكمها ،حيث عرفت توجهات عديدة بين زعماء لم يفيدوها بشيء سوى إبادة الشعب و إشعال نار الحروب ،و زعماء أخلصوا لها و سعوا في تقدمها و قد كان من بينهم الزعيم الصيني الراحل ماو تسي تونغ الذي كان في وقت ما أحد اقطاب الشيوعية في العالم ،فمن هو ماو تسي تونغ ،و ما هي أبرز المحطات في حياته ؟

ماو تسي تونغ – قصة حياة زعيم الحزب الشيوعي الصيني ماو تسي تونغ

بداية حياته

وُلد ماو تسي تونغ في ديسمبر من العام 1893 ،في قرية شاوشان مقاطعة هيوفن من أبٍ فلاّح ،حيث عاش مُرحلة المراهقة خلال الثورة ضد سلالة تشينغ ،قبل أن يتم الإعلان عن جمهورية الصين التي لم تكن آنذاك حكومة مستقرة ،بل كانت قاعدة لحروب أهلية مزّقت البلاد إلى غاية  سنة 1949 ،و قد كان ماو من صغره متمردا على تقاليد والده الصارمة ،ففي حين اراده فلاحا رغب ماو في المزيد من التعليم.

ترك ماو البيت في سن 13 ليذهب الى مدرسة اولية في منطقة مجاورة ،وفي عام 1914 التحق بجامعة بكين لتحقيق حُلمه بأن يصبح أستاذاً جامعياً ،قبل أن يصبح واحداً من 12 الذين أسسوا الحزب الشيوعي في شنغهاي في العام 1921 ،الذي ترأسه بعد ذلك في عام 1937

 ماو تسي تونغ والحزب الشيوعي

في عام  1921 انضم ماو تسي تونغ إلى الحزب الشيوعي ،كما يعتبر واحد من 12 الذين أسسوا الحزب الشيوعي قبل أن يصبح رئيسا له سنة 1937 ،و في عام 1927 بدأ زعيم الحكومة الصينية ” شيانج كاي شيك “،بعمليات تطهير ضد حزب الشيوعيين ،ما دفع بماو للفرار هو وبعض من زملائه إلى الجبال من أجل تنظيم أول حكومة سوفييتية صينية تعتمد بشكل كلّي على الفلاحين ،و بعد موجة الاغتيالات لبعض القادة الشيوعيين أصبح ماو القائد الوحيد للحزب و كان ذلك في عام 1947،حيث بدأ بتحركات واسعة ضد حكومة شيانج حتى انتصر في النهاية عام 1949

إقرأ أيضاً:  أدولف هتلر - قصة حياة أدولف هتلر الزعيم النازي الذي هز العالم

ماو تسي تونغ و السلطة

ماو تسي تونغ

ماو تسي تونغ

عندما وصل ماو تسي تونغ إلى الحكم كان قد بلغ من العمر 65 عام ورؤية بلاده في حالة يرثى لها لم يكن أمراً سهلاً ،حيث قرر في ذلك الوقت أن يعيد للصين الأمن و أن يوقف الحروب و الدماء التي سالت لسنوات عديدة ،فبعد الانتصار الذي حققه على خصمه أحكم سلطته على البلاد بقبضة من حديد ،تجلّت في  قمع معارضي الثورة الشيوعية من الرجعيين السياسيين و الإمبرياليين  وقُطّاع الطرق.

بدأ ماو تسي تونغ في العمل سريعاً على المُضي قدماً بالبلاد بعد كل تلك المحن التي تعرضت لها ،فبدأ اهتماماته بالتركيز أولاً على التعليم الذي يعتبر السلاح الأقوى لأي بلد وبعد ذلك اتجه إلى التصنيع ومن ثم إلى الصحة ،كما قام ماو بتحويل النظام الاقتصادي من الرأسمالية إلى الاشتراكية ،وسيطر على كل أجهزة الدولة واستخدمها من أجل الدّعاية.

في العام 1958 قام ماو تسي تونغ بتبني أخطر مشروع تسبب في سحق الصين اقتصادياً ،والذي أطلق عليه اسم ” مشروع القفرة الكبرى إلى الأمام “بهدف تطوير الصناعة الصينية بالتوازي مع الزراعة لتجاوز إنجازات الغرب ،وكان يرتكز أساساً على الصناعات الصغيرة في القرى و الحقول ،حيث تم إجبار ملايين العمال و الفلاحين والمدنيين على العمل في هذا المشروع الصناعي بمعدل سريع من أجل تحقيق نتائج كبيرة في وقت قياسي ،غير أن النتيجة كانت عكس ذلك حيث لم يستطع هؤلاء الفلاحون و العُمال مواكبة العَمَل بالسرعة المطلوبة فانهار البرنامج تماماً ،تسبب ذلك في دفع الشعب الصيني الثمن باهظاً في مواجهة وحش الفقر المُدقع ،ما اضطر بماو في الأخير لشراء القمح من الدول الرأسمالية لمواجهة الجوع الذي تعرض إليه شعبه.

إقرأ أيضاً:  أبو عبيدة بن الجراح – قصة حياة أحد العشرة المبشرين بالجنة

في العام 1966 ،كان ماو في السبعينات من عُمره ،ولم ير أيّ تقدم يُذكر في بلاده ،فأشعل بذلك “الثورة الثقافية الكبرى ” أراد منها سحق المعارضة. فقام بإطلاق ملايين الطلبة من الجامعات و المدارس العليا للعمل كخدم و حراس في الجيش الأحمر الشيوعي ،إلا أن النتائج التي أسفرت عنها الثورة الثقافية أدت إلى اضطرابات جعلته يستعين بالجيش للقضاء عليها عام 1967، وكان حليفه وقتها وزير الدفاع و قائد الجيش لين بياو الذي قرر ماو ترشيحه خلفا له و كان ذلك في سنة 1969

الجانب العسكري و امتلاك الصين لأول قنبلة ذرية وهيدروجينية في عهد ماو

قام ماو تسي تونغ في العام 1950 ،بإرسال قواته العسكرية لقتال القوات الأمريكية تحت قيادة الجنرال “دوجلاس آرثر” في شمال كوريا،و قد تمكنت القوات الصينية من ردع الجيش الأمريكي مما دفعه للانسحاب إلى كوريا الجنوبية ،كما دفع ماو بالجيش الصيني بعد عام من ذلك لغزو جبال التبت حيث راح ضحية هذه الحرب الآلاف من المقاومة التبتية ،و في عام 1962 أرسل الزعيم الصيني جيشه عبر حدود جبال الهمالايا الهندية ،فكان دخوله إلى الهند مسألة وقت فقط نظراً لضعف القوات الهندية ،قبل أن تنسحب الصين بعد عد عدة غزوات وحروب.

إقرأ أيضاً:  عبد العزيز الأول - قصة حياة السلطان العثماني المصلح الذي تم خلعه

و قد كان عام 1964 شاهداً على اختبار الصين لقنبلتها الذرية في ” سنكيانج البور “،قبل أن تقوم بتفجير أولى قنابلها الهيدروجينية الحرارية في 9 مايو من سنة 1966 ،كانت تلك العملية مُفاجئة لعواصم دول كُبرى.

 مؤلفات ماو تسي تونغ

 إصدار تقرير عن التحقيق الذي أجري في هونان حول الحركة الفلاحية في سنة 1927

 إصدار ” القضايا الإستراتيجية للحرب الثورية في الصين ” في سنة 1936

 إصدار  ”مقدمة وملحق لتحقيقات في الريف ”في سنة 1941

إصدار  ”مداخلات في ندوات حول الأدب و الفن في يينان ”في سنة 1942

تأليف كتاب تحت عنوان ”مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسي تونغ”في سنة 1967

بدأ ماو تسي تونغ حياته كقائد من القادة الشيوعيين ثم أصبح زعيمهم قبل أن يصبح رئيس الصين ،و كانت له العديد من الاعمال الهامة بالإضافة إلى مؤلفاته التي كانت همزة الوصل مع شعبه وانتهى الأمر بوفاته بتاريخ 9 سبتمبر عام 1976 كان عمره حينها 82 عام.

في نجومي المزيد من سير مشاهير السياسة عبر التاريخ، نقترح عليك مطالعة قصة حياة دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب.

إذا أعجبتك هذه المقالة لا تنس مشاركة الرابط الخاص بها على صفحاتك في مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك، تويتر، جوجل بلاس)..

أكتب تعليقك ورأيك