سياسيون

جوليا دومنا – قصة حياة جوليا دومنا المرأة السورية الملقبة بالمعظمة

جوليا دومنا
جوليا دومنا

جوليا دومنا امرأة سورية من أصول آرامية، تزوجت من القيصر الروماني سيبتيموس سيفيروس، حكمت روما في عصر ولدها كاراكلا، وكان تحظى باحترام كبير فيها.

تختلف الروايات حول تاريخ ولادتها فبعضها يقول أنها ولادتها تعود للعام 166 ميلادي بينما تقول روايات أخرى أنها تعود للعام 170 ميلادي، وكانت ولادتها في مدينة حمص السورية.

تعود أصول عائلتها إلى الآرامية، وكانت هذه العائلة من أسياد حمص، وتتوارث عبادة الآلهة أيل الجبل، وكان والدها يوليوس باسيان الكاهن الأعظم لهذه العبادة في سائر أرجاء الإمبراطورية الرومانية وفي مدينة حمص أيضا.

جوليا دومنا

جوليا دومنا

التقت جوليا دومنا بالقائد الروماني سيبتيموس سيفيروس والذي كان قائد الفرقة الرابعة في الجيش الروماني والتي كانت تتخذ من سوريا مقرا لها، ووقعت في غرامه.

وبعد أن تزوجت منه انتقلت معه للعيش في مدينة ليون وفيها أنجبت ولدها الإمبراطور كاراكلا، وبعد أن أنهى زوجها عمله كحاكم لإقليم ليون عادت إلى مدينة روما وفيها أنجبت ولدها الثاني جيتا، وبعد ذلك انتقلت العائلة نحو النمسا، وعندما تنصيب زوجها سيبتيموس سيفيروس كقيصر لروما عادت العائلة إلى روما لتحكمها.

بعد وفاة زوجها تولى ولداها كاراكلا وجيتا الحكم، ووقعت بين ولديها العديد من المشاحنات بسبب رغبة كل واحد في السيطرة على الحكم، ولقد قام كاراكلا بقتل شقيقه على الرغم من دفاع جوليا دومنا عنه وإصابتها، ومنعها من الحزن عليه.

وبالرغم من تدهور العلاقة بين جوليا دومنا وابنها كاراكلا إلا أنها ظلت تعامله باحترام، وعندما قام ولدها بغزو الشرق عينها كمسؤولة عن شؤون الإمبراطورية الرومانية من الناحية الإدارية.

اهتمت هذه المرأة السورية بالأدب والفلسفة والفنون، وكانت تعقد حلقات الأدباء والفلاسفة في قصرها، وكان من أبرز رواد هذه الحلقات الكاتب فيلوستراتوس والذي قام بتأليف كتاب عن حياة الفيلسوف الفيثاغورثي أبوللونيوس بناء على طلبها.

بعد ذلك ومع حلول العام 214 ميلادي انتقلت جوليا دومنا نحو أنطاكيا والتي كانت مركزا لانطلاق الحروب التي يقودها ولدها كاراكلا في الشرق، وبعد أن قتل ولدها على يد حراسه وتولي القيصر مكاريوس الحكم من بعده احتفظت جوليا دومنا بمكانتها ونفوذها وصلاحياتها في الإمبراطورية الرومانية، وبعد أن بدأت باستخدام هذه الصلاحيات أمرها القيصر مكاريوس بالعودة إلى روما، وهذا يعني نهاية نفوذها، الأمر الذي أدى إلى وفاتها حزنا في العام 217 ميلادي، وتم نقل جثمان هذه المرأة العظيمة إلى روما حيث عومل بحسب تقاليد تأليه القياصرة.

وبوفاتها أسدل الستار على حياة امرأة عظيمة من أهم النساء اللواتي مررن بتاريخ الإمبراطورية الرومانية.

إقرأ أيضاً: أغسطس قيصر – قصة حياة مؤسس الإمبراطورية الرومانية

أكتب تعليقك ورأيك