علوية جميل – قصة حياة علوية جميل سيدة أدوار الشر في السينما
لقّبت الفنانة المصرية الراحلة علوية جميل بـ”المرأة الحديدية”؛ بسبب إجادتها أدوار الشر إلى جانب شخصية الحماة المتسلطة أو الأم الصارمة المتمسكة بالعادات والتقاليد، ويرجع تفوقها في هذا اللون إلى ملامحها القاسية بعض الشيء ولهجتها الحادة، ورغم كل ذلك أخفت داخلها قلب أم ثكلى فقدت اثنيّن من أبنائها في ظروف مأساوية للغاية.
ولدت علوية جميل أو “إليصابات خليل مجدلاني” في 15 كانون الأول/ديسمبر العام 1910، تلقت تعليمها الأساسي في “المير دي دييه” الفرنسية، وخلال سنوات الدراسة كانت تمثل على مسرح المدرسة واشتهرت بأداء شخصية المناضلة الفرنسية جان دارك.
وحينما بلغت الفتاة عامها الثاني عشر قررت والدتها منعها من التعليم وتزويجها، وبعد عام واحد أنجبت ولديّن وابنتيّن ثم انفصلت عن زوجها بعد 8 أعوام، وعادت لتعيش مع والدتها.
ذات يوم طالعت الصحف فقرأت إعلانًا من فرقة رمسيس، لصاحبها الفنان يوسف وهبي، عن حاجتها لفتيات مثقفات لديهنّ موهبة التمثيل، فتقدمت للاختبارات والتقت وهبي، الذي أذهل من موهبتها بعدما امتحنها في رواية “كرسي الاعتراف”.
علوية جميل اشترطت على يوسف وهبي أن تمثل تحت اسم مستعار؛ خوفًا من عائلتها، وألا تقوم بأدوار “كومبارس” مطلقًا، فوافق على شروطها وقدمت على مسرح رمسيس الكثير من الأعمال البارزة مثل “أحدب نوتردام” و”توسكا” و”الطلاق” و”الكونت دى مونت كريستو” و”الوطن” و”راسبوتين” و”النائب المحترم”.
برزت في السينما بأدوار الشر والأم القاسية، ومن أشهر أفلامها “مافيش تفاهم” مع سعاد حسني و”التلميذة” مع شادية و”ابن الحداد” مع فؤاد شفيق و”معجزة السماء” مع محمد فوزي و”طريق الأمل” مع فاتن حمامة و”مع الأيام” مع ماجدة الصباحي و”بين إيديك” مع عبد الفتاح القصري، وفي التلفزيون تألقت بمسلسل “القط الأسود” مع مديحة سالم.
في العام 1936 صُدمت الفنانة المصرية برحيل ابنتها الكبرى أثناء مشاركتها في مسرحية “كرسي الاعتراف”، أما ابنها الثاني فكان ضابطًا بحريًّا لقيّ مصرعه غرقًا داخل الباخرة الحربية “زمزم” إبان الحرب العالمية الثانية، وكانت وقتها في جولة مع فرقة رمسيس في محافظات الوجه البحري.
التقت علوية جميل زوجها الثاني محمود المليجي خلال عملهما في فرقة رمسيس، وقد أعجبا ببعضهما البعض كثيرًا ووقفت إلى جانبه كثيرًا لاسيما بعد وفاة والدته، أما هو فقد رفض بطولة فيلم “العزيمة” حتى يبقى بجانبها ولا يستقيل من الفرقة، والتي كانت تستعد للسفر إلى السودان في جولة فنية، ثم تزوجا العام 1939 وحتى رحيل المليجي.
كوَّنا ثنائيًّا مميزًا في الكثير من الأفلام مثل “قدم الخير” مع إسماعيل ياسين و”القصر الملعون” مع مريم فخر الدين و”أبو أحمد” مع فريد شوقي و”ليلة رهيبة” مع شكري سرحان و”شباب اليوم” مع يوسف فخر الدين و”المبروك” مع عماد حمدي.
اعتزلت علوية جميل العمل الفني العام 1967 حتى وفاتها في 16 آب/أغسطس العام 1994.
أكتب تعليقك ورأيك