فنانون

سناء جميل – قصة حياة سناء جميل الممثلة المصرية التي ضحّت للفن

سناء جميل
سناء جميل

سناء جميل – قصة حياة سناء جميل الممثلة المصرية التي ضحّت للفن

برعت سناء جميل في أدوار السيدة الأرستقراطية بحكم أناقتها وتمكّنها الشديد من اللغة الفرنسية، ولكن حينما جازفت بتقديم أدوار تاجرة السمك الشعبية في “الراية البيضا” لم يصدق المشاهدون أنها ذاتها المرأة المتكبرة وصفق الجميع لمواهبها، فأثبتت أنها الممثلة الحقيقية التي تتلون وفقًا لطبيعة الدور، فنجحت في تجسيد الفتاة الفقيرة والأرملة المتعطشة إلى الحب والفلاحة الثرية والمرأة المتحررة من قيود المجتمع وغيرها.

ولدت ثريا يوسف عطا الله في محافظة المنيا العام 1930، وانتقلت مع أسرتها إلى القاهرة للالتحاق بإحدى المدراس الأجنبية، وخلال تلك الفترة شاركت في الكثير من المسرحيات باللغة الفرنسية، وبعدها انضمت إلى المعهد العالي للفنون المسرحية دون إذن أخيها فطردها من المنزل ومن تلك اللحظة عاشت وحيدة.

إقرأ أيضاً:  مكسيم خليل - قصة حياة مكسيم خليل الفنان السوري المتميز

وبعد تخرجها انضمت إلى فرقة الفنان فتوح نشاطي المسرحية، وقدمت الكثير من الأدوار، ثم انتقلت إلى السينما في الخمسينات بأدوار ثانوية مثل “بشرة خير” مع كمال الشناوي و”قلب من دهب” مع مريم فخر الدين، لكنها اشتهرت مع فيلم “بداية ونهاية” العام 1960 الذي قدمته مع النجم العالمي عمر الشريف، وجسَّدت فيه شخصية الفتاة الفقيرة التي تضحي بنفسها من أجل مساعدة عائلتها، وخلال أحداث الفيلم تتلقى صفعة قوية من شقيقها أصابتها بضعف السمع حتى رحيلها.

توالت الأدوار التي جسّدتها على الشاشة الفضية، ومن أشهرها “الزوجة الثانية” مع صلاح منصور، و”المستحيل” مع كريمة مختار، و”الشيطان والخريف” مع رشدي أباظة، وفي الدراما التلفزيونية قدمت “الراية البيضا” مع جميل راتب، و”خالتي صفية والدير” مع بوسي، والمسلسل الاجتماعي الكوميدي “ساكن قصادي” مع خيرية أحمد.

إقرأ أيضاً:  الشيخ إمام - قصة حياة مغني الثورة الشيخ إمام عيسى

اشتهرت جميل بالتواضع الشديد ودعم الأجيال التي ظهرت بعدها، ومن أبرز الأمثلة على ذلك أنها كانت من أشد المعجبين بالفتى الأسمر أحمد زكي وأخبرته ذات مرة برغبتها في التمثيل معه، فرحب الأخير بشدة وأرسل لها فيلمي “سواق الهانم” و”اضحك الصورة تطلع حلوة” ليكون آخر أعمالها على الشاشة الفضية.

ارتبطت الفنانة المصرية بالصحافي لويس جريس بعدما تبادلا الإعجاب في إحدى الحفلات الساهرة، وحينما اتفقا على الزواج رفض قسّ الكنيسة إتمام المراسم لعدم وجود شهود على ذلك، فتوجَّه جريس إلى مجلة روزاليوسف وأحضر نحو 35 شخصًا من زملائه وتمّت الزيجة على خير.

وقبل رحيلها في 22 كانون الأول/ديسمبر العام 2002 عن عُمر يناهز 72 عامًا عانت من سرطان الرئة، وقد دفنت في اليوم الرابع بعد رحيلها؛ إذ رفض زوجها دفنها عقب رحيلها مباشرة ونشر إعلان الوفاة في الصحف المصرية والأجنبية حتى يظهر أفراد أسرتها لوداعها لآخر مرة.

أكتب تعليقك ورأيك